تدريس تاريخ الأمير عبد القادر في المدارس الجزائرية يفتقد للأمانة والدقة تتواصل بالعاصمة السورية فعاليات المؤتمر الدولي عن الأمير عبد القادر الجزائري بمناسبة مرور قرنين على ولادته وفي إطار فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام .2008 ويحاول المؤتمر، الذي يحضره باحثون ومهتمون عرب وأجانب، تسليط الضوء على المدة التي عاشها عبد القادر الجزائري في دمشق وتأثيره السياسي والاجتماعي والثقافي عليها وتأثره بهذه المدينة. كما يسعى لفتح نقاش حول موضوعات يكتنفها الغموض و''لم تنل حقها من البحث''، حسب الأمين العام لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية حنان قصاب حسن. وأثار البحث الذي قدمته حفيدة عبد القادر الجزائري بديعة الجزائري المقيمة في دمشق حفيظة بعض الحضور منهم عدد من المتصوفة عندما نفت أن يكون الأمير متصوفا أو تتلمذ على يد الشيخ محيي الدين بن عربي. ورأت ''أنه لم يكن زاهدا بحياته وإذا أصر البعض على تصوفه فيمكن القول بأنه لم يكن تصوفا على الطريقة التقليدية''، مؤكدة مرارا أن كتاب ''المواقف'' الذي ينسب للأمير الجزائري لا صلة له به لأنه لا ينسجم مع معتقدات الأمير وممارساته الدينية ولا سيما مبدأ وحدة الوجود الذي اشتهر به الشيخ ابن عربي. ونفت حفيدة الجزائري أن يكون جدها ماسونيا كما يشاع، موضحة أن ''اتهامه بذلك بني من الأرشيف الفرنسي الذي تركه الفرنسيون في الجزائر بعد استقلالها ليتناقل آخرون تاريخه مزورا''. وعبرت عن أسفها لتدريس المناهج المدرسية في الجزائر تاريخ الأمير الجزائري كما نقله الفرنسيون لهم. واعتبرت الجزائري أن معظم الكتاب الذين تناولت كتاباتهم شخصية الأمير تفتقد للدقة والأمانة التاريخية. وهي ترى أن رواية ''الأمير'' للكاتب واسيني الأعرج تحدثت عن جدها و''كأنه تمثال حجري نحته الأعرج كما يحب''، مضيفة أن ''الأمير عبد القادر الجزائري شخصية عالمية لا تحتمل معالجتها بطرق فنية وروائية تخالف الوقائع''.