افتتح يوم الثلاثاء الماضي بالعاصمة السورية، مؤتمر دولي عن الأمير عبد القادر بمناسبة مرور قرنين على ولادته، في إطار فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008. ويحاول المؤتمر، الذي يحضره باحثون ومهتمون عرب وأجانب، تسليط الضوء على المدة التي عاشها عبد القادر الجزائري في دمشق وتأثيره السياسي والاجتماعي والثقافي عليها وتأثره بهذه المدينة. كما يسعى لفتح نقاش حول موضوعات يكتنفها الغموض و"لم تنل حقها من البحث"، حسب الأمين العام لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية حنان قصاب حسن. وأثار البحث الذي قدمته حفيدة عبد القادر الجزائري "بديعة الجزائري" المقيمة في دمشق حفيظة بعض الحضور ومنهم متصوفون عندما نفت أن يكون الأمير متصوفا أو تتلمذ على يد الشيخ محيي الدين بن عربي، مؤكدة مرارا أن كتاب "المواقف" الذي ينسب للأمير الجزائري لا صلة له به لأنه لا ينسجم مع معتقدات الأمير وممارساته الدينية ولا سيما مبدأ وحدة الوجود الذي اشتهر به الشيخ ابن عربي. وبدوره تحدث نائب رئيس اتحاد المؤرخين العرب الدكتور سهيل زكار في المؤتمر عن فتنة عام 1860 بين المسلمين والمسيحيين في دمشق وبيروت، ودور الجزائري في حماية المسيحيين خلالها. كما عبر عن أسفه لتدريس المناهج المدرسية في الجزائر تاريخ الأمير الجزائري كما نقله الفرنسيون لهم. واعتبر أن معظم الكتّاب الذين تناولت كتاباتهم شخصية الأمير تفتقد رواياتهم للدقة والأمانة التاريخية.