شهدت الطبعة الثالثة عشرة من الصالون الدولي للكتاب والذي تتواصل فعالياته إلى غاية يوم 5 من الشهر الجاري مشاركة عربية لافتة للانتباه. ''دار الساقي'' واحدة من دور النشر اللبنانية المهمة التي تحرص على التواجد كل سنة بالجديد والمتميز، التقينا السيد ''جبران أبوجودة '' مسؤول النشر والتوزيع على مستوى الدار فكان لنا معه هذا الحوار. ما هواتجاه دار الساقي واهتماماتها في مجال النشرة والتوزيع؟ - دار الساقي من دور النشر العربية المهمة في نشر الفكر السياسي والفكر النقدي والفكر النقدي المقارن لمجموعة الروايات العربية والشعر الحديث. دار النشر معنية بنشر وتوزيع هذه الحالة الفكرية في جميع المعارض العربية عبر الوطن العربي. نحن نهتم بشؤون النشر الثقافي بكل أطره المتوفرة ضمن المعارض العربية وعليه نتعهد بالتواجد عبر كل المعارض العربية. ما تقييمكم لحركة النشر في الوطن العربي؟ - وضع النشر صراحة نرده بالأساس للحالة الاقتصادية العربية المتراجعة والتي انعكست على حالة النشر وعلى مستوى التسويق والتوزيع بشكل مباشر، ولكن بعون الله بإمكاننا المتابعة والاستمرار فالقارئ العربي يزداد إقبالا وحبا للقراءة. في ظل هذه الأوضاع السياسية المتأزمة في الوطن العربي هل هناك إقبال على الكتابة في هذا الخط؟ - دار الساقي تجتهد أن تكون شعلة مضيئة في الفكر المقارن والنقد الفكري والانفتاح الفكري نحو الآخر، يهمنا أن يكون هناك حوار فكري دائم في كل الاتجاهات وكل المستويات لبلورة الحالة الفكرية ضمن أطر الوطن العربي ككل، ولهذا نسعى دائما للاستمرار في نشر نقد الفكر المقارن والنقد الفكري إلى أقصى حد ممكن ليتمكن القارئ العربي من الاطلاع وليكون على بينة بالوضع العام للوطن لعربي. في رأيكم إلى أي مدى قد تساهم مثل هذه المعرض في ترقية حركة النشر العربي؟ - المعارض تعتبر دائما الواجهة الأساسية لدور النشر للتعاطي المباشر مع القارئ العربي بشكل عام وهذا مسعانا الدائم والدؤوب للمشاركة في المعارض العربية حتى لولم تكن فيها إنتاجية، المهم بالنسبة لنا هو التواجد عربيا ومحاولة أن نكون على بينة واطلاع على ما يهم القارئ العربي ويستهويه دون أن يكون بيننا وبينه وسيطا من موزع أو مسوق إلى غير ذلك. ما تقييمكم لإقبال القارئ الجزائري على الكتاب السياسي؟ القارئ الجزائري له حب للاطلاع على الكتاب السياسي وهو ما يظهر من خلال اقباله على العناوين السياسية، ونحن نأمل أن يستمر المعرض بهذا المستوى. ما هي العناوين الجديدة التي جلبتها دار الساقي في هذه الطبعة الجديدة من الصالون الدولي للكتاب؟ - نحن في معرض الجزائر جلبنا مجموعة كبيرة من العناوين الجديدة سواء في الفكر السياسي أو النقد الفكري وهناك إقبال كبير عليها خاصة كتاب ''محمد أركون'' الصادر حديثا من الدار، وهو من المفكرين الجزائريين المميزين في النقد الفكري الحديث ومن الملاحظ أن هناك إقبالا كبيرا على كتاباته خاصة حول ما كتبه في موضوع الفكر الإسلامي المعاصر. هل هناك تعاون بين دار الساقي اللبنانية ودور نشر جزائرية أو عربية؟ - نحن على تواصل دائم مع كافة دور النشر وكعملية تنافس ما يعنينا هو التنافس المشروع أي من يستطيع أن يوفر للقارئ أكبر نسبة من العناوين التي تجذبه للاطلاع عليها وهي عملية تنافس يشرفنا دخولها، إننا نضع نصب أعيننا توفير الجديد والأهم. تعاني ساحة النشر العربية من دخول موجة من المتطفلين الذين عكروا صفو سوق الكتاب وحولوها إلى معقل للتجارة، في رأيكم ما هي سبل القضاء على هذه الظاهرة؟ - أرى أن نقطة الفصل في هذا الموضوع هو القارئ باعتباره من يختار، يطلب الكتاب ويحدد كيف يستطيع الحصول على مبتغاه من العناوين، وبالتالي فعامل القارئ وذوقه في القراءة هو ما يمكنه تنظيف الساحة من الطفيليات التي علقت في ساحة النشر العربي. رواية ''بنات الرياض'' التي كانت قد أثارت مشكلا في السعودية متواجدة بين رفوف الدار، ألم تجد الدار صعوبات في نقل هذا الكتاب من مجتمع لآخر؟ - دار الساقي سباقة إلى إعطاء القارئ ما يريده، نحن أعطينا القارئ العربي ''بنات الرياض'' والقارئ الخليجي كان متلهفا ومتشوقا لهذا النمط من القراءة. عرضنا على القارئ هذا النوع من الرواية والقارئ السعودي تقبلها وعليه نفتخر بتمكننا من فتح فسحة ضوء ومساحة ظهور للروائيات الخليجيات والسعوديات بشكل خاص للتعبير عن أفكارهم وتطلعاتهم. هل ترى أن الضجة التي أثيرت حول منع هذه الرواية كان وراء نجاحها؟ - أتصور أنه لو لم يكن هناك تلهف من القارئ لمثل هذا النوع من الروايات لما كانت قد أثارت اهتمام الهيئات الرقابية باتحاداتها الخاصة. الجزائر سعت إلى تحقيق الاحترافية في هذه الطبعة في رأيكم هل استطاعت الجزائر تحقيق هذه الاحترافية؟ - نحن كدار الساقي كنا مسرورين جدا هذه السنة لمستوى تنظيم الطبعة ال13 من الصالون الدولي للكتاب في الجزائر، فقد لمسنا فعلا انتقال المعرض من الهواية إلى الاحتراف وهي انتقالة جد مهمة، ونحن كناشرين نشكر الجزائر عليها لأنها مكنتنا من الاستفادة من نمط جيد من التنظيم، ونأمل أن يظل مستمرا لأنه كلما كان هناك تنظيم وهمة في العمل ينعكس هذا على الناشر للمشاركة بهمة أكثر وجدية أكبر، خاصة وأن ترقية النشر العربي يرتكز أساسا على الشراكة بين دور النشر والهيئات المنظمة لمثل هذه التظاهرات الثقافية وبالتالي فلابد من تواصل وتعاطٍ بين الناشر وبين الهيئة المنظمة لمثل هذه التظاهرات.