حقق باراك اوباما فوزا كاسحا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليصبح الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدةالأمريكية وأول رئيس أسود في تاريخ البلاد. وأعلن فوز أوباما بالرئاسة قبل ظهور نتائج ولايات الساحل الغربي للولايات المتحدة حيث تخطى بسرعة حاجز ال270 صوتا في المجمع الإنتخابي اللازمة لدخول البيت الأبيض بعد فوزه بولايات حاسمة مثل فرجينيا وأوهايو وبنسلفانيا. وبحسب آخر تقديرات حصلت عليها بي بي سي وصل انتصار أوباما الكاسح إلى 338 صوتا في المجمع الانتخابي مقابل 155 لماكين. وقال الرئيس المنتخب في الخطاب الذي القاه في مدينة شيكاغو عقب الاعلان عن انتصاره اذا كان هناك اي شخص ما زال لديه شكوك ان امريكا بلد حيث يمكن لكل الاشياء ان تحدث، او ما زال يتعجب ما اذا كان حلم مؤسسينا ما زال حيا في الوقت الراهن، او ما زالت لديه تساؤلات بشأن ديمقراطيتنا، الليلة هي اجابتك. واعتبر الرئيس المنتخب أن أمريكا أرسلت رسالة للعالم نحن كنا وسنظل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقال أوباما إن القوة الحقيقة لبلاده ليست فقط بالسلاح ولكن بالديمقراطية والتعددية. ووجه الشكر إلى منافسه الجمهوري جون ماكين والتي كانت مرشحة معه نائبة سارة بالين وقال إنه يتطلع للتعاون معهما، واعتبر اوباما ان انتخابه رئيسا هو بداية التغيير الذي رفعه شعارا لحملته، وليس عملية التغيير نفسها. وقال ان ما بدأ منذ 21 شهرا في اعماق فصل الشتاء، لا ينبغي ان ينتهي هذه الليلة الخريفية. هذا الانتصار ليس هو التغيير الذي نسعى اليه، انه فقط الفرصة التي نريدها لاحداث التغيير، وذلك لا يمكن ان يحدث اذا تعاملنا مع الامور بنفس الطريقة الماضية، التغيير لا يمكن ان يحدث بدونكم، ويشار إلى أن أوباما هو ثالث رئيس من الحزب الديمقراطي خلال ثلاثة عقود بعد جيمي كارتر وبيل كلينتون. وخاض أوباما واحدة من أطول وأشرس الحملات في تاريخ الانتخابات حيث انتزع ترشيح حزبه بعد منافسة شرسة مع هيلاري كلينتون ثم نافس ماكين حتى الساعات الأخيرة، وأوباما أيضا هو أول عضو بالكونغرس يصل إلى الرئاسة منذ عهد الرئيس جون كينيدي، ووصل أوباما إلى البيت الأبيض تحت شعار التغيير وجاب أرجاء البلاد مدافعا عن أفكاره وبرامجه للإصلاح الاقتصادي. وأقر منافسه الجمهوري السيناتور جون ماكين بهزيمته في الانتخابات الأمريكية وقال: إنه اتصل بأوباما وهنأه على فوزه بالرئاسة الأمريكية. وامتدح ماكين الرئيس المنتخب وقال إنه أنجز أمورا عظيمة بالنسبة لنفسه ولبلاده، وقال إن أمريكا تمر بأوقات عصيبة، وحث جميع الأمريكيين الذين ساندوه على مساندة أوباما، وعلى تجاوز الخلافات وتحقيق الرفاهية وتوفير الأمن لأمريكا. وتعهد ماكين بدعم الرئيس المنتخب وقال إنه سيستمر في خدمة بلاده التي يكن لها الحب ولكل مواطنيها سواء أيدوني أو أيدوا السيناتور أوباما، وذكر البيت الأبيض أن الرئيس جورج بوش اتصل بالديمقراطي أوباما لتهنئته على الفوز بانتخابات الرئاسة، ودعاه وأسرته لزيارة البيت الأبيض قريبا. ونقلت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو عن بوش قوله لأوباما إنك بصدد الذهاب في واحدة من أعظم الرحلات في حياتك أهنئك واذهب واستمتع. وسيؤدي أوباما اليمين ليصير الرئيس ال44 للولايات المتحدة يوم 20 جانفى 2009، ويكون بذلك قد سطر اسمه بالتاريخ الأميركي بشكل غير مسبوق. ويأتي من الولاية ذاتها التي شهدت قبل 145 عاما قدوم الرئيس أبراهام لينكولن الذي قام بتحرير العبيد. وُيذكر أن العملية الانتخابية شهدت إقبالا كبيرا غير مسبوق، إذ وقف الناخبون طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع وانتظروا ساعات للإدلاء بأصواتهم، ومن المتوقع ان يفتح فوز أوباما فصلا جديدا في التاريخ الأمريكي كما يشكل سابقة هي الأولى من نوعها في زعامة الديمقراطيات الغربية، ولم يقتصر تقدم الديمقراطيين على فوزهم بالبيت الأبيض بل عززوا أغلبيتهم في مجلسي الشيوخ والنواب على حساب الجمهوريين.