كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية في بروكسل عن تفاصيل الصفقة التي شهدتها دهاليز المؤتمر الوزاري الأورومتوسطى الذي عقد في مرسيليا من أجل تفعيل مشروع ''الاتحاد من أجل المتوسط". وكان المؤتمر الذي استمر يومين واختتم أعماله الثلاثاء الماضي منبرا كشف مدى الخوف الإسرائيلي من حدوث أي تجمع أو اتفاق عربي يبرز العرب ككتله ذات مصالح واحدة. ونقلت صحيفة ''الوطن'' السعودية عن المصادر قولها '' إن صراعا عربيا إسرائيليا سياسيا ودبلوماسيا هيمن على لغة الحوار داخل المؤتمر خلف الأبواب المغلقة''، موضحا '' أن الصراع كان بين الإرادة العربية والإرادة الإسرائيلية لتأكيد الوجود وإحداث التوازن داخل مجموعة الاتحاد الأوروبي دفاعا عن المصالح". وكان الجديد في هذا المؤتمر الأورمتوسطي، هو دعوة الجامعة العربية لأول مرة للمشاركة في مباحثات تمس المجموعة الأوروبية والمتوسطية، وذلك رغم مرور 10 أعوام على العلاقات الأورومتوسطية منذ إعلان برشلونة عام ,1995 إلا أن مشروع الاتحاد من اجل المتوسط، جعل الدول العربية تطلب من الاتحاد الأوروبي دخول الجامعة العربية كعضو كامل في هذا الاتحاد، بوصف الجامعة العربية مؤسسة أو تجمعا دولا يضم كل الدول العربية ويعبر عن مصالحها، غير أن إسرائيل عارضت وبقوة دخول الجامعة العربية كعضو كامل في الاتحاد من أجل المتوسط، وضغطت بصورة مباشرة وغير مباشرة على الاتحاد الأوروبي إبان مؤتمر مرسيليا لرفض عضوية الجامعة بزعم أنها ليست دولة بل تجمع أو كيان به دول. وجاء موقف أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى قويا في مواجهة إسرائيل، حيث قال ''في لغة تهديد واضحة بأن الاتحاد إن لم يضم الجامعة العربية كعضو كامل، لن يرى هذا الاتحاد أي دعم أو مساعدة من الجامعة، كما لن يرى أي دعم مالي من صناديق التمويل التابعة للجامعة''، وأدى هذا الإصرار إلى قبول الاتحاد الأوروبي بعضوية كاملة للجامعة العربية.