أكدت الدول العربية على مشاركة جامعة الدول العربية في الاجتماعات التي تعقد في إطار الإتحاد من أجل المتوسط نظرا لمكانتها وثقلها ودورها المحوري في استتباب الأمن والاستقرار في حوض البحر المتوسط، ويأتي هذا القرار بعد شن الدولة العبرية لحملة كبرى ضد الدول العربية لاسيما الجزائر والجماهيرية الليبية واللذان كانا قد أبديا نوع من التحفظ بالنسبة للجزائر وشبه الرفض بالنسبة لليبيا. و في هذا الإطار، كشفت مساعدة وزيرة الخارجية المصرية فاطمة الزهراء عثمان منسق الجانب العربي في إطار ''عملية برشلونة-الإتحاد من أجل المتوسط'' في ندوة صحفية عقدت أمس السبت على هامش اجتماع عقده الأمين العام للجامعة عمرو موسى مع منسقي الدول العربية في مسار الإتحاد من أجل المتوسط - ''إنه تم الاتفاق على موقف عربي واحد قوي ونحن متجهون لاجتماع مرسيليا الذي يعقد في 3 و4 نوفمبر المقبل بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في عملية برشلونة للشراكة الأوروبية المتوسطية في صيغتها الجديدة المعروفة باسم الإتحاد من أجل المتوسط''. و حول شكل مشاركة الجامعة العربية وهل سيكون في شكل عضو أو مراقبة قالت إنه يجرى بحث هذه الأمور، وكان الأمين العام للجامعة قد كشف مؤخرا عقب اجتماعه مع سفراء 27 دولة أوروبية لمناقشة موضوع ''الإتحاد من أجل المتوسط '' عن وجود ''ما يشبه الفيتو إسرائيلي على عضوية الجامعة العربية في الإتحاد من أجل المتوسط'' مؤكدا أن أغلبية الدول الأوروبية غير موافقة على الموقف الإسرائيلي. وقال عمرو موسى إن وجود الجامعة العربية في الاتحاد من أجل المتوسط أساسي ومجمع عليه عربيا مضيفا أن المسألة ليست في الفيتو الإسرائيلي وإنما في تمكين هذا الفيتو. كما تم بحث عدد من الموضوعات المتعلقة بالتواجد العربي داخل الإتحاد. وذكر مصدر مسؤول شارك في الاجتماع أن المشاركين بحثوا أيضا مواضيع الطاقة والاتصالات ومكافحة الإرهاب وغيرها من المواضيع ذات الأهمية. و قالت منسق الجانب العربي أيضا، '' لقد اتفقنا جميعا على أن جامعة الدول العربية ستشارك في الاجتماعات لمكانتها وثقلها ودورها المحوري في دفع جهود استتباب الأمن والاستقرار في المتوسط وثانيا لنشاطها الكثيف في مجالات فنية عديدة سواء الطاقة أو الاتصالات أو مكافحة الإرهاب مشيرة إلى أن الجامعة ستحضر كافة الاجتماعات مع الدول العربية الواقعة جنوب المتوسط''. وأضافت المسؤولة، إن الجامعة العربية هي التي أطلقت المبادرة العربية للسلام فمن البديهي أن تحضر ذلك الإطار الجديد القديم للشراكة الأورومتوسطية ''الإتحاد من أجل المتوسط'' مشيرة إلى أنه يجرى صياغة ''موقف عربي قوى'' بشأن بعملية التسوية في الشرق الأوسط يعبر عن ''التمسك ''العربي بمرجعيات السلام والمبادرة العربية للسلام. وحول كيفية التعامل عمليا مع ما يقال عن فيتو إسرائيلي إزاء مشاركة الجامعة العربية في الإتحاد من أجل المتوسط قالت فاطمة الزهراء '' إن ذلك سيتم من خلال ''اتخاذ موقف عربي واحد متماسك صلب وصلد''. جدير ذكره انه من المقرر أن ينعقد في مدينة مرسيليا الفرنسية يومي 3 و4 نوفمبر المقبل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط ال44 الذي أعلن إنشاؤه في قمة باريس يوم 13 جويلية الماضي، ومن ضمن جدول أعمال الاجتماع الأول في نوعه على هذا المستوى منذ الصيف الماضي ثلاثة مواضيع تعيق حتى الآن انطلاق الاتحاد وهي رئاسة الاتحاد من الجانب الأوروبي واختيار مقر الأمانة العامة للاتحاد واختيار المدير العام ومساعده.