تعيش 20 عائلة بحي الحرية بالدارالبيضاءبالجزائر العاصمة، في ظروف أقل ما يقال عنها إنها مزرية تفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة خصوصا إذا علمنا أن العائلات تقطن منذ سنة 1958 في شبه منازل لاتقي من الحر ولا من البرد تعود للحقبة الاستعمارية، وهو ما جعل السكان يلقبونها بحي ''القبور''. يشهد حي الحرية وضعا بيئيا مزريا يفتقر لشروط الحياة الكريمة، بدءا بانعدام قنوات الصرف الصحي، وحسب شهادات قاطني الحي الذين التقتهم ''الحوار'' فإن طرقات الحي تشكو وضعية مزرية بسبب امتلائها بالحفر العميقة التي تتحول إلى مستنقعات موحلة في فصل الشتاء، فيجد السكان صعوبة في الانتقال إلى المدارس، أما في فصل الصيف فتتحول هذه الأخيرة إلى مصدر للغبار المتطاير جراء تراكم الأتربة، كما يشهد ذات الحي انتشارا مذهلا للكلاب الضالة خاصة في الليل، كما أن الجرذان يقول أحد سكان الحي ''داهمتنا في العديد من المرات حتى إلى داخل بيوتنا''، أما عن الروائح الكريهة فحدث ولا حرج، وذلك لانعدام قنوات صرف المياه من جهة، وانتشار النفايات هنا وهناك من جهة ثانية. أكثر من 40 سنة من المعاناة كما أكد بعض قاطني الحي ل''الحوار'' أن معاناتهم تزداد يوما بعد يوم، وأنهم ناشدوا السلطات الوصية التدخل مرارا خاصة بعدما تم ترحيل 33 عائلة كانت مقيمة بالحي القصديري بالدارالبيضاء بمحاذاة الحمام، والتي صنفت سكناتها ضمن الخانة الحمراء من طرف مصالح المراقبة التقنية للبلدية، وحسب ما أفاد به السكان فإن هذه العائلات التي استفادت من سكنات اجتماعية بحي الموز كانت تعاني لسنين طويلة، مثلها مثل سكان حي الحرية، إلا أن من تحدثنا إليهم اعترضوا على طريقة الترحيل التي مست سكان الحي القصديري دونهم، بحجة أن لهم الأولوية والأسبقية على هاته العائلات التي تم ترحيلها حسب ما أكده سكان حي الحرية، خاصة وأنهم كثيرا ما ألحوا على ضرورة ترحيلهم، وتزامن هذا مع معاناتهم التي طال أمدها على حد تعبيرهم، كما أشار بعض قاطني حي الحرية إلى أن البيوت التي يقطنون بها تحتاج إلى التفاتة من السلطات، خاصة وأنها مصنفة ضمن الخانة الحمراء، فهي تنذر بالخطر ومهددة بالانهيار في أية لحظة. .. وغرباء يعتمدون ''الوساطة'' للالتحاق بالحي كشف بعض سكان حي الحرية بالدارالبيضاء أن الحي ينقسم إلى قسمين، فيه السكان الأصليون من الحقبة الاستعمارية وآخرون لجأوا للحي عن طريق ''الوساطة'' على حد تعبير السكان الذين أبدوا تذمرهم الشديد إزاء هذه الوضعية التي آل إليها الحي، مشيرين في سياق حديثهم إلى أن هاته العائلات التي التحقت بالحي مؤخرا قد استفادت حسبهم من سكنات خارج الحي، إلا أنها ترفض الانتقال إليها، طمعا في نيل المزيد من السكنات التي باشرت المصالح المحلية في منحها في إطار برنامج إعادة الإسكان المسطر من طرف ولاية الجزائر، وفي هذا الإطار أضافت مصادرنا أن هذه العائلات التي ترفض ترحيلها إلى السكنات الجديدة وتشترط الانتقال إلى سكنات متكونة من خمس غرف أو أكثر، ولنقل انشغالات سكان حي الحرية ببلدية الدارالبيضاء للمصالح البلدية، حاولنا الاتصال بالسلطات المحلية لكن محاولتنا باءت بالفشل. ملفات السكان عالقِّة على مستوى الدائرة صرح مصدر مطلع بالمقاطعة الإدارية للدار البيضاء ل ''الحوار'' أن ملفات سكان حي الحرية بالدارالبيضاء متواجدة على مستوى مصلحة التعمير والإسكان بالدائرة الإدارية، وذلك في إطار برنامج إعادة الإسكان المسطر من طرف ولاية الجزائر، مضيفا بأنه سيتم التكفل بهم عندما تتاح الفرصة، كما قال إن الدائرة ستشرع في ترحيل بعض العائلات القاطنة ببلدية الدارالبيضاء إلى سكنات لائقة تستجيب لشروط الحياة الكريمة، وذلك في إطار برنامج إعادة الإسكان المسطر من طرف ولاية الجزائر العاصمة. وفي انتظار أن يتحقق ذلك ألح سكان حي الحرية بالدارالبيضاء من خلال منبر ''الحوار'' على السلطات الوصية ضرورة الالتفات إليهم، وذلك بإعادة إسكانهم بعدما ذاقوا الأمرين في سكنات ''القبور'' تلك.