بعد محاكمة استمرت لساعات متأخرة من الليل قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر بإدانة المتهمين (م.عمر) و(ن.الجيلالي) لارتكابهما جناية استيراد مؤثرات عقلية، حيث تم القبض على المتهم الأول على مستوى ميناء الجزائر أثناء عودته من مدينة مرسيليا الفرنسية وبحوزته 2200 صحيفة أقراص من حبوب ''ريفوترل''، وأثبتت التحقيقات أن المتهم الثاني شريك لهذا الأخير والمخطط الرئيسي للعملية. وقائع القضية تعود إلى 17 جوان 2006 في حدود الساعة الثامنة والنصف بعد وصول باخرة ''ميلينوس اكسبراس'' القادمة من مرسيليا وحين محاولة المدعو (م. عمر) مغادرة الميناء على متن سيارة من نوع بيجو 206 تم تفتيش هذه الأخيرة وعثر على 2200 صحيفة أقراص ''ريفوترل'' مخبأة وسط أمتعته، وذلك استنادا لمعلومات وصلت إلى المصلحة تفيد تورط هذا الأخير في عملية الاستيراد غير المشروع للمؤثرات العقلية، وعلى إثر استنطاقه صرح أنه غادر الوطن باتجاه مرسيليا عبر الميناء بغرض قضاء بعض أموره وعلى متن سيارة صديقه (خ. إبراهيم) بموجب وكالة حررها له صاحب السيارة، وبإحدى حانات مرسيليا تعرف على شخص يجهل هويته سلم له حقيبة بغرض إيصالها إلى الجزائر إلى شخص لم يزوده باسمه أو هاتفه، وعند وصوله إلى الميناء تم تفتيش أمتعته والسيارة من قبل عناصر الجمارك دون أن يكتشفوا أي شيء، وعند وصوله إلى الباب الرئيسي للميناء تم توقيفه من طرف عناصر الشرطة الذين أجرو تفتيشا دقيقا على سيارته وتمكنوا من العثور على 2200 صحيفة أقراص من المؤثرات العقلية، وعند سماع صاحب السيارة المدعو إبراهيم أكد بأنه أعار السيارة لصديقه وجاره المدعو عمر منذ حوالي 20 يوما لغرض استعمالها في الجزائر دون أن يحرر له أية وكالة تخول له الحق في مغادرة الوطن على متنها. بتاريخ 19 جوان طلب وكيل الجمهورية فتح تحقيق ضد المتهم (م. عمر) و(ح. رابح) بتهمة استيراد مؤثرات عقلية، المتهم عمر أنكر خلال كافة مراحل التحقيق تهمة استيراد مؤثرات عقلية، وصرح بالأقوال المذكورة آنفا، وخلال سماعه في الموضوع أكد أن هذه الحقيبة ملك للمدعو (ن. جيلالي) الساكن بباب الزوار، والذي كلف شخصا يدعى (ح.رابح) بإيداعها بشباك الاستقبال التابع للنزل الذي كان يسكن فيه جيلالي، وأن هذا الأخير اتصل به أثناء تواجده بمرسيليا والتمس منه نقل الحقيبة على متن السيارة التي كانت بحوزته ثم على متن الباخرة، لأنه قرر العودة على متن الطائرة، وبتاريخ 17 جوان 2007 تقدم هذا الأخير إلى بيته لتسليم الحقيبة في الوقت الذي كان فيه موقوفا بالأمن الحضري الحادي عشر، ولدى استجوابه على محضر سماع اجمالي صرح (م.عمر) أن الحقيبة التي تسلمها من المدعو جيلالي كانت موجهة للمدعو (ح.رابح). المتهمان وخلال المحاكمة أنكرا ما نسب إليهما جملة وتفصيلا، ونفى كل منهما علمه بهذه المؤثرات العقلية، وقد التمس ممثل الحق العام في حقهما عقوبة المؤبد، وبعد المداولات قضت المحكمة بالعقوبة المذكورة أعلاه.