أكد مستشار دار النشر القصبة مصطفى ماضي أن الأزمة في الجزائر مستقبلا ستكون أزمة فكر ولغة، في إشارة منه إلى ما أسماه بتهميش اللغة العربية، لاسيما تجريد العلوم الإنسانية والاجتماعية -التي بقيت غير معربة- من مهامها الأساسية التي تتمثل في التحكم في التطور الصناعي والتكنولوجي. قال مصطفى ماضي لدى نزوله أمس ضيفا على الحصة الإذاعية ''منتدى الثقافة'' التي ناقشت موضوع ''النخبة والمسألة اللغوية'' بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بمقر الإذاعة الوطنية، إن القضية اللغوية في الجزائر لها خصوصيتها، والتعامل مع هذه اللغة يستدعي استشارة أهل الاختصاص من اللغويين والنخبة المثقفة، على أساس أن العولمة تفرض علينا اليوم ما أسماه بنخبة عولمية. وأعرب ماضي عن أسفه لتهميش النخبة عن القضايا المهمة المصيرية، سيما ما تعلق بقضية تعريب العلوم الإنسانية والاجتماعية التي باتت مركونة جانبا، مبرزا في السياق ذاته أهمية هذه العلوم في التحكم في التطور الصناعي والتكنولوجي. ودعا ضيف منتدى الثقافة المسؤولين إلى إعادة النظر في طرق تدريس اللغة العربية، مبديا في هذا الإطار تحسره على خريجي الجامعات من الجيل الجديد بشهادات أحادية اللغة، مؤكدا ضرورة التفتح على اللغات الأجنبية. كما أثار ضيف المنتدى في معرض حديثه عن اللغات الأجنبية الصراع القائم بين المعربين والفرنكوفونيين الذي مازال قائما إلى يومنا هذا حسبه، الأمر الذي ساهم حسبه في قطيعة مرجعية. وبخصوص رأيه في واقع الترجمة في بلادنا قال ماضي إن ما ينقصنا هو هيئات ومؤسسات قوية تكون قادرة على الترجمة، مشيرا إلى تغييب الكفاءات في مجال الترجمة في الجزائر. واغتنم ماضي الفرصة ليشير إلى أن المدارس الخاصة التي انتشرت بشكل رهيب في بلادنا والتي قال بشأنها أنها مدارس لا تساهم في إنجاب النخبة بالنظر إلى اقتصارها على تدريس اللغة الفرنسية، ولعل ما زاد من حدة خطر هذه المدارس حسبه الإقبال المنقطع النظير للعائلات الجزائرية على هذه المدارس.