أكد الدكتور مصطفى ماضي أن الجزائر عاشت مسخا ثقافيا من نوع خاص خلال الحقبة الاستعمارية وما قبلها، خاصة فيما يتعلق بالجانب اللغوي الذي يعتبر -على حد قوله- كرمز من رموز الهوية الوطنية. وقال الأستاذ مصطفى ماضي في نقاش حول موضوع: ''النخبة والمسألة اللغوية'' الذي استضافه برنامج منتدى الثقافية والذي احتضنه، صباح أمس، المركز الثقافي نادي ''عيسى مسعودي'' بمقر الاذاعة الجزائرية، إن المشكلة اللغوية هي مسألة خطيرة تطرح فكرة الادماج والاندماج، وكذا فكرة الاستيعاب الذي أدى الى مسخ ثقافي مورس علينا لقرون عديدة. وعاد المتحدث الى أن هذه الممارسة عاشتها الجزائر حتى خلال الحقبة العثمانية، وهي المسألة التي تطرق إليها الأستاذ سعد الله حيث تحدث عن ظلامية مفروضة، كما قال..! وعن المسألة اللغوية عموما والتي عاشتها الجزائر إبان الحقبة الاستعمارية والتي أريد منها ''طمس اللغة''، قال المتحدث أن الاستعمار لجأ في البداية الى السوسيولوجيا الكولونياتية، فقد اعتمدت فرنسا على البحوث ودرست خصائص الجزائري، وهي سياسة خطيرة جدا بل وأخطر من لغة البندقية!! واستبعد المحاور ربط المسألة اللغوية ب ''التسييس''، لأن هذا الأخير يرتبط بالحماس والميولات الشخصية، مؤكدا على عنصر ترقية اللغة، لأنها -كما قال- تتجاوز لغة الادارة والمصنع وغيره، فالمشكلة المطروحة هي علاقة اللغة بالفرد، حيث رأى المتحدث أنها علاقة متوترة فيها كثيرا من الكراهية والتهميش والاحتقار، وهو الأمر الذي يجعل تناول اللغة في الجزائر مهمة جدا في الوقت الحاضر وحتى المستقبل، وهي حسب رأي البعض تنم عن أزمة فكر وأزمة نفسية بالخصوص. وأكد المتدخل من جهة أخرى أنه من الضروري الاعتناء بالعلوم الاجتماعية وتطويرها وخاصة الدراسات الميدانية، لأنها وحدها الكفيلة بالتقدم في المجالات الأخرى، التكنولوجيا وغيرها، مضيفا في ذات الوقت أن أحادية اللغة عند النخبة ينم عن نقص فادح، الشيء الذي يدعو هذه الفئة بالاعتناء باللغات الأجنبية ومنحها المكانة اللائقة للانفتاح على العالم والآخر، وأيضا بالبحث في الموروث الشعبي، وهو المشروع الذي بادرت إليه المجموعة الأوروبية منذ خمس سنوات تقريبا ويفترض أن نسعى نحن الى جمعه أيضا والاستفادة منه. والجدير بالذكر أن الدكتور مصطفى ماضي هو خريج جامعة باريس في علم الاجتماع ومستشار ''دار القصبة للنشر'' وله عدة مؤلفات تتعلق بمجال اختصاصه. ------------------------------------------------------------------------