استضاف برنامج "الندوة" للمكتبة الوطنية في عدده الثاني كلا من القاص والناشر سفيان حجاج والجامعي مصطفى ماضي، للحديث عن "لغات القراءة لدى الجزائريين". الندوة التي نشطها الشاعر جيلالي نجاري احتد فيها النقاش عن أسباب تراجع المقروئية في الجزائر، وكاد لنقاش أن يتشعب ويجر معه نقاشات أخرى عندما اختلف المتحدثون عن الجهة التي تتحمل مسؤولية تراجع القراءة أو المقروئية في المجتمع الجزائري، حيث اتهم مستشار دار القصبة للنشر الجامعي مصطفى ماضي المدرسة بممارسة الاديولوجيا والانتقاء اللغوي عندما يهمش المعربون في سوق الشغل، بينما تم تعريب المدرسة والجامعة التي قال بشأنها المتحدث إنها تحولت إلى "دار حضانة للكبار" وفي نفس السياق ارجع ماضي تراجع القراءة في الجزائر لما اسماه بالاستراتيجيات اللغوية والأسرية وما اسماه بتعامل الاديولوجي مع مسألة اللغات، وهذا ما لم يتفق معه الناشر سفيان حجاج الذي أكد أن علاقة الجزائري بالكتاب تحددها جملة من المعايير كسلم القيم الاجتماعية وتراجع مكانة المثقفين في المجتمع، كما قال إن شراء الكتاب لا يعبر عن واقع القراءة بالجزائر في غياب إحصاءات دقيقة ودراسات عن الظاهرة إضافة إلى عدم الاهتمام بالقراءة العمومية، وفي هذا السياق دعا الزاوي إلى إنشاء مرصد وطني للقراءة بهدف رصد الظاهرة ودراستها تحت إشراف الجامعيين والمختصين، وقد دعا المحاضرون في الختام إلى دق ناقوس الخطر بشأن الظاهرة، خاصة وأن الإحصاءات تشير إلى وجود 15 مليون كتاب في المكتبات الجزائرية، أي بمعدل نصف كتاب في السنة لكل فرد بينما المعدل العالمي يقر بضرورة توفير 4 كتب كأدنى حد لكل فرد.