شكل موضوع التصوف والطرقية في الجزائر موضوع محاضرات ألقيت اول امس بدار الثقافة بميلة وذلك على هامش فعاليات المهرجان الوطني الثقافي الثالث للعيساوة المتواصلة إلى غاية ال27 من نوفمبر الجاري. وفي هذا السياق اعتبر الدكتور عبد الله حمادي من جامعة قسنطينة في مداخلة بعنوان ''الطرق الصوفية في الجزائر'' أن بداية ظهور التصوف في العالم العربي الإسلامي يعود إلى أواخر القرن الثالث الهجري''، مشيرا إلى أن الفترة السابقة من العهد الإسلامي لم تكن بحاجة إلى التصوف بحكم وجود الصفوة المسلمة الأولى وما تلاها من تابعين وتابعي التابعين . وأكد المحاضر نقلا عن عدة كتابات ونصوص أن نشوء الزوايا واكب بالأساس عهد الضعف والانحطاط الذي بدأ يدب في العالم الإسلامي ولا سيما بعد انتشار الدين وبلوغه أصقاعا بعيدة ما طرح الحاجة إلى مثل هذا التصوف كتعبير عن ضرورة الرجوع للصفاء والطهر الروحي الإسلامي، مشيرا إلى أن أول من سمي بالصوفي في تاريخ الإسلام هو عبدك الصوفي البغدادي الذي توفي -كما قال- في 210 هجرية . وقرأ الدكتور حمادي بالمناسبة عدة نصوص إسلامية فتحت الباب أمام نشأة التصوف والزهد الذي يتيح -كما أضاف -الرقي إلى مرتبة القطب الأعلى لقلة قليلة من الناس يتميزون بكرامات وعلامات ربانية.