ركز المتدخلون في اليوم الثالث من أشغال الملتقى الدولي الحادي عشر حول التصوف، الذي تنظمه الجامعة الإفريقية العقيد أحمد دراية بأدرار على الدورالتاريخي للتصوف والطرق الصوفية في محاربة الاستعمار الفرنسي بالجزائر. وفي هذا الإطار قدم الدكتور قوراري عيسى من جامعة معسكر محاضرة بعنوان "دور الطريقة الصوفية العمامية أو الإيمانية في مقاومة الشيخ بوعمامة"، أكد من خلالها أنها كانت "من أهم الأسباب التي ساهمت في إعادة تجديد وتعميق الروح الإسلامية بين قبائل الجنوب الغربي الجزائري وهي حميان والعمور والطرافي وأولاد زياد وقبائل القصور". وأضاف المحاضر أن "الطريقة الصوفية أثرت بشكل مباشر في ضمان الانسجام الاجتماعي في الوقت الذي كان يمر فيه المجتمع بمرحلة تفكك أملته إخفاقات النظام السياسي التقليدي وأجهزته المؤسسة على العصبية القبلية". أما الدكتور مقلاتي عبد الله من جامعة أدرار فتطرق إلى دور الطرق الصوفية في محاربة المستعمر الفرنسي مبرزا أنها حملت لواء الجهاد ونهضت بكثير من الأعباء الإجتماعية والسياسية والعلمية". ومن جانبه الدكتور محمد البشير عبد الهادي من السودان تناول في محاضرته التصوف من حيث هو علم شارحا بعض مصطلحاته ومفاهيمه. موضحا أن "المتصوف الحقيقي هو الذي يلتزم صاحبه بالعلم والزهد". واعتبر أن هاذين العاملين "عمودا التصوف" اللذان يسمحان للمتصوف من الابتعاد عن الشعوذة والخرافات. كما قدم الدكتور سالم معوش من لبنان محاضرة بعنوان "التصوف في سبيل وحدة المشاعر الإنسانية"، تطرق من خلالها إلى التصوف قبل الإسلام عند الهنود والصينيين واليابانيين وفي الأديان السماوية لاسيما الإسلام والمسيحية.