زكى المؤتمر الثالث لأبناء المجاهدين، الذي انطلق أمس بنزل الأوراسي بالعاصمة، خالفة مبارك، أمينا عاما للمنظمة لعهدة أخرى، كما دعا رئيس الجمهورية لتعديل الدستور والترشح لعهدة ثالثة، في الوقت الذي ظهر صراع في كواليس المؤتمر بين إطارات من الآفلان والأرندي على عضوية الأمانة الوطنية للمنظمة. لم يخرج جدول أعمال المؤتمر الثالث لمنظمة أبناء المجاهدين، الذي حضره حوالي 700 مندوب، عن المعتاد بالنسبة للمؤتمرات المنعقدة مؤخرا، بداية بتسجيل حضور رسمي واسع وفي المقدمة رئيس الحكومة، عبد العزيز بلخادم، ووزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، إلى جانب وزراء آخرين وقيادات حزبية خصوصا من جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، اللذين يمثلان الوعاء السياسي الأول لهذه المنظمة الثورية. ومع انطلاق اشغال المؤتمر وأمام أنظار رئيس الحكومة ومحمد علي بوغازي الذي قرأ رسالة رئيس الجمهورية للمشاركين في المؤتمر، تلتها مباشرة لائحة من احد المندوبين لتزكية خالفة مبارك الأمين العام للمنظمة لعهدة أخرى، وهو ما قوبل بالتجاوب من قبل المؤتمرين، ونفس الشيء بالنسبة لمطالبة الرئيس بوتفليقة بتعديل الدستور والترشح لعهدة ثالثة من قبل خالفة مبارك في كلمته باسم المؤتمر.وركز خالفة مبارك، خلال كلمته، على مطلب تطبيق قانون المجاهد والشهيد من قبل المنظمة الذي اعتبره "مطلبا شرعيا"، مشيرا أن أبناء المجاهدين لن يسكتوا عن حقوقهم وبلغة صريحة قال مبارك أمام أنظار كل من وزير المجاهدين ورئيس الحكومة: "نريد أن نتساوى مع كل الأسرة الثورية في الحقوق، لأننا عشنا نفس المعاناة"، وهي إشارة مباشرة إلى إقرار امتيازات لأبناء المجاهدين على غرار ما هو معمول به بالنسبة للمجاهدين وأبناء الشهداء، كما رافع ذات المتحدث عن "انجازات رئيس الجمهورية"، خصوصا على المستوى الخارجي في الوقت الذي دعا الرئيس بوتفليقة في رسالته للمؤتمرين، قرأها مستشاره علي بوغازي، إلى الوفاء لقيم الثورة التحريرية كأمانة يتحملها جيل الاستقلال. أما الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، الذي اعتذر عن عدم حضوره للمؤتمرين، بسبب تواجده خارج الوطن، فقد بارك في رسالة قرأها نيابة عنه الناطق الرسمي للحزب، ميلود شرفي، في الوقت الذي أشارت مصادر من المنظمة أن تزكية خالفة مبارك لعهدة أخرى على اعتبار انه عضو في المكتب الوطني للارندي، قد تحرك مناضلو الآفلان بالمنظمة للمطالبة بحصة اكبر في الأمانة الوطنية.