نظمت مؤسسة فنون وثقافة أول أمس بالمركب الهادي فليسي حفلا تكريميا على روح الشهيد البطل الفنان المسرحي الزعيم محمد بودية الذي اغتالته أيادي الموساد بواسطة عبوة ناسفة وضعت تحت مقعده داخل سيارته، وحين هم باعتلائها انفجرت في وجهه ونسفته كرة من النار أردته أشلاء متطايرة هنا وهناك، وكان ذلك في ال 28 جوان من عام 1973 بحي القصبة العتيق بالعاصمة. وفي كلمته الإفتتاحية أكد رضوان محمدي مدير مؤسسة فنون وثقافة أن هذا الحشد الكبير الذي جمع بين من عاصروا الفقيد وممن سمعوا عنه لدليل صادق، يقول محمدي، عن الأهمية القصوى التي يتميز بها الشهيد بودية الذي لعب دورا قويا في الحياة الثقافية والنضالية في الجزائر حيث وهب روحه فداء لوطنه الأم، وقد تعدى هذا الشعور الإنساني النبيل، يضيف محمدي، إلى القضية الفلسطينية التي حمل لها في قلبه كل الاحترام وكله أمل أن تشرق شمس الحرية على أرض المعاد. من جهته قال نجل الفقيد رشيد الذي حضر رفقة شقيقه مراد أنه أتى واعتبرها فرصة لتسليط الضوء أكثر على الشهيد والتعريف به للجيل الجديد . وتواصل الحفل بتقديم بعض أصدقاء المرحوم والكتاب شهاداتهم عن بودية على رأسهم الدكتور أمين الزاوي، عبد الحميد رابية... للتذكير فقد عرف محمد بودية بمبادئه النضالية، عمل منذ صغره على ترقية وتطوير الحركة المسرحية في الجزائر من خلال إحتكاكه بكبار رجال الفن الرابع: أوروبيين، عرب وجزائريين على سبيل المثال لا الحصر كاتب ياسين، محمد زينات، حاج عمر.. ويعد من القلائل الذين جمعوا بين النضال السياسي، اليوم هو بصدد الإستماع إلى شهادات أصدقاء والده الذي تعرف عليه عن طريق ما جاءت بعض الكتب ومن الوسائط الإعلامية لأنه وبكل بساطة قد تركه وهو لا يتجاوز 20 يوما ، بعده تقدم أخيه الأكبر مراد الذي ثمن هذه المبادرة والنشاط الثقافي، ولم يكتف بودية بنضاله تجاه بلده الجزائر بل امتد ليشمل نضاله وانضمامه للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فنظرا لخبرته في التصدي للعنف أصبح مسؤولا بارزا في النشاط الفدائي، وحلقة مهمة في شبكة العمل المسلح الفلسطيني الخارجي .