تمر الذكرى الخامسة والثلاثون على استشهاد الفنان محمد بودية إثر انفجار قنبلة وضعت في سيارته بباريس من طرف الموساد، وفي هذا السياق نظّمت أوّل أمس مؤسسة "فنون وثقافة" وقفة تذكيرية بمناقب الفنان الشهيد تضمّنت شهادات ممن عرفه عن قرب بالإضافة إلى معرض الصور. يعدّ الفنان الشهيد محمد بودية مناضلا منذ نعومة أظفاره، بدايةً بكفاحه في صفوف جبهة التحرير الوطني مرورا بمشاركته في تأسيس العديد من المؤسّسات الفنية وانتهاء بتنشيطه في القضية الفلسطينية، ولد في 24 فيفري 1932 بحي سوسطارة في العاصمة، اشتغل في مختلف الأعمال البسيطة من بينها مسح الأحذية وبيع الجرائد، التحق بالكشافة الإسلامية ومن ثم فرقة المركز الجهوي للفن المسرحي، هناك تعرف على رجال الثقافة والفن نذكر عبد الرحمن أوطيد، كمال باقادون ومحمد قانة. انتقل بعد ذلك إلى فرنسا لأداء الخدمة العسكرية وأصبح رئيس فرقة الكوموندوس الخاصة المتكوّنة من 14 عنصرا والتي نظّمت العملية الفدائية بمحطة البنزين بموريبان، قبض عليه من طرف السلطات الفرنسية وحكم عليه بعشرين سنة سجنا وانتقل من سجن إلى آخر وكوّن في سجن" لي بوميت" فرقة مسرحية ونظّم دروسا خاصة بالفن المسرحي وألّف مسرحية "ولادة"، وفي عام 1961 فرّ من السجن وتوجّه إلى بلجيكا وبعدها إلى تونس حيث التحق بالفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني بقيادة الفنان المرحوم مصطفى كاتب. وفي سنة 1962 كان بودية الملقّب ب"رابح" ضمن اللجنة الثقافية لجبهة التحرير الوطني، وفي أوّل نوفمبر 1964 أنشأ أول جريدة مسائية "ألجي سو سوار" مع عبد العزيز بلعزوق وسيرج ميشال والصغير أوخمانو، كما أنشأ أيضا مجلة "نوفمبر" التي كانت لسان إتحاد الكتاب الجزائريين، وشارك في تأسيس المعهد الوطني للفنون الدرامية والمسرح الوطني الجزائري. للإشارة ذكر المدير العام للمكتبة الوطنية السيد أمين الزاوي في تدخله أول أمس في الوقفة التي نظمتها مؤسسة "فنون وثقافة" أنّ محمد بودية يعدّ رمزا للعالم بأسره لأنّه كان من المدافعين عن القضايا العادلة مضيفا أنّه خصّص للفقيد فصلا كاملا من كتابه" ثقافة الدم"، في حين اعتبر الفنان سعيد حلمي أنّ بودية وضع الثقافة في خدمة السياسة.