شارك الممثل والمؤلف والمخرج محمد بن قطاف مؤخرا في مهرجان المسرح الأردني الخامس عشر في دورته العربية السابعة، بصفته مدير المسرح الوطني الجزائري، ومحافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف، حيث تحدث عن أثر تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على المسرح، وقدرة المسرح على أنسنة الخطاب الثقافي والسياسي للعولمة، وعن دور المهرجانات المسرحية في تطوير الحركة المسرحية في بلادها، وأهم معوقاتها. وعلى هامش المهرجان أكد بن قطاف أن المسرح العربي والعالمي هو من أكثر الحقول الثقافية تأثرا بأزمة الركود الاقتصادي التي يعيشها العالم بما تتركه من تحولات بنيوية عميقة على الصعيد الاجتماعي والثقافي على مختلف دول وشعوب القارات الخمس. وأضاف ذات المتحدث أن المسرح مجبر على تجاوز الأزمة خاصة وأن أهم وظائفه في هذه الظروف أن يقدم شرحا وتفسيرا للجمهور عن هذه الأزمات ومسبباتها ومن المستفيد والغرض منها، وقد اعتبر بن قطاف أن هذه الأزمة مركبة نتيجة سوء توزيع الخيرات بين البشر وأنها على الأقل أوضحت لنا أين توجد رؤوس الأموال ومن يسيطر عليها كما تساءل المتحدث في ذات السياق عما إذا كانت هذه الحمى تريد ابتكار نظام اقتصادي جديد، أو إنقاذ النظام الاقتصادي الحالي. أما عن الحل فإن بن قطاف يرى أن إصلاح هذا النظام ليس بيد المسرح مشيرا إلى أن المثقف لا ينتظر وقوع الهزات، حتى يتكلم عنها، وإنما عليه أن يتخذ من هذا الموضوع مطلبا يوميا وإنسانيا أساسيا حيث انه يمكن للمسرحي أن يصيغ مسرحية توضح وتفسر ما يجري، ومن الطبيعي أن يتطور المسرح مع تطور المجتمع العالمي، وأن يناقش المسائل التي تجيء ما بعد مرحلة هذه الأزمة وما يصاحبها من متغيرات كبرى ثقافية وسياسية واقتصادية على اعتبار أن المسرح وليد يومه، وبالتالي يتناول الإنسان الراهن. وعن رأيه حول راهن المهرجانات المسرحية العربية وحول ما اذا مازالت تعطي أكلها، أم أصبحت بأشكالها الحالية معيقة لتطور المسرح فقد أفاد بن قطاف أن أول مزايا هذه المهرجانات تقليص الهوة ما بين المسارح العربية والعالمية بتأكيد وترسيخ التواصل فيما بينها بما يسمح بمعرفة ومتابعة الحركة المسرحية في بلداننا العربية على الأقل، مؤكدا ان هذه المهرجانات لا تشكل عائقا يقف في وجه تطور المسرح شريطة اعادة النظر في مواعيدها، بحيث لا تنظم في نفس الفترات، وأن لا تكون هذه المهرجانات بمثابة نسخ مكررة.