أكدت وزيرة الثقافة ''خليدة تومي'' إثر إشرافها على افتتاح معرض ''طريق الورود'' للفنان التشكيلي العالمي ''رشيد قريشي'' ان هذه التظاهرة تكتسي طابعا خاصا يميزها عن باقي المعارض الأخرى، مضيفة ان الجزائر بحاجة ماسة الى مثل هذه المعارض التي من شأنها الارتقاء بمستوى الفن التشكيلي الجزائري. وبالمناسبة توجهت تومي بالشكر الكبير للفنان ''قريشي'' الذي قدم حسبها معرضا مختلفا عن كل المعارض التي افتتحتها من قبل مشيرة أن وزارة الثقافة انتظرت هذا المعرض منذ شهور خاصة وان الفنان رشيد قريشي معروف عالميا وبالتالي فقد اعتبرت الوزيرة ان برمجة المعرض خطوة مهمة على اعتبار ان قريشي مشغول دوما بمعارضه العالمية. ودعت تومي المواطنين الى زيارة معرض ''طريق الورود'' المتواجد بقصر الداي بباب الجديد. موضحة أن الفنان قدم أعمالا جميلة ومتميزة توجه الزائر الى طريق الوصول لحقيقة الله عبر فسحة صوفية ثرية بالطقوس الجميلة والتي تبعث في النفوس راحة منقطعة النظير. من جهة أخرى أفادت الوزيرة أن هناك معرضين مبرمجين ضمن فعاليات الأسبوع الجزائري بعاصمة الثقافة العربية دمشق، مشيرة ان الوزارة حضرت برنامجا ثريا أهم ما يتضمنه معرض للكتاب والفنون التشكيلية ومحاضرات فكرية وأدبية ومسرح وموسيقى. من جهته أوضح الفنان التشكيلي ''قريشي رشيد'' ان معرض طريق الورود الذي سيتواصل الى غاية 24 جويلية الجاري يعد تكريما للشخصية الصوفية الشهيرة ''جلال الدين الرومي'' المولود بافغانستان والذي هاجر الى تركيا هروبا من المغول، على اعتبار انه كان دائما رمزا للثقافة الصوفية . مضيفا ان كل المعرض ركب على رقم 7 كرمز لقدسية هذا الرقم فالأرض خلقت في 7 أيام والفاتحة 7 آيات والسموات 7 طبقات. ثم عاد قريشي لتوضيح بعض المعلومات التي استعان بها في انجاز معرضه والمتعلقة بحياة الرومي الذي كان والده إماما بأفغانستان فلقنه القرآن وعلمه أهم المبادئ الإسلامية ليهاجر بعدها هربا من المغول الى مدينة ''قونية ''أين التقى بالعطار وابن عربي مؤسسي الفكر الصوفي حيث بدأ الرومي يؤدي رقصة الدراويش كرمز لذكر الله بكل أعضاء الجسد. أما بالنسبة للصحون الخزفية التي اعتمدها الفنان في معرضه فهي مصنوعة في منطقة قونية وهذه الصناعة في طريق الاندثار اذ لم يبق منها الا القليل بالمتحف الوطني الجزائري. أما عن اللون الأزرق الذي غلب على فضاء المتحف فقد أفاد الفنان انه لون السماء الذي يمثل أفقا لا يمكن لمسه، وهو يدخل المتأمل في عالم من الخيال اللامتناهي المثير للتفكير للوجود الروحي في الكون وعلاقتها بالوجود الإلهي. وفي أخر مداخلته أكد ''رشيد قريشي'' أنه ورغم يقينه بعدم اهتمام الجمهور بموضوع الصوفية الا أنه مصر على العمل على تعويدهم على هذا الفن الروحي الذي وإن كان خيالا فهو راحة نفسية وطهارة روحية.