يشارك حوالي 50 فنانا جزائريا منذ يوم أمس السبت ببامكو في الأيام الثقافية الجزائرية بمالي التي افتتحت رسميا من قبل وزير الثقافة المالي المختار محمد و أمين عام وزارة الثقافة الجزائرية أولبصير اسماعيل ممثل الوزيرة خليدة تومي بحضور سفير الجزائر بباماكو عبد الكريم غريب. و أعرب وزير الثقافة المالي خلال افتتاح هذه الأيام التي تتواصل إلى غاية 24 من الشهر الجاري عن ارتياحه لتنظيم "اسبوع الصداقة الجزائرية المالية" الذي يعد حدثا ثقافيا كبيرا من أجل تجسيد ميثاق بعث إفريقيا". و بعد أن أشار إلى الروابط التاريخية التي تجمع البلدين أوضح وزير الثقافة المالي أن هذا الأسبوع يندرج في إطار تجسيد اتفاقيات التعاون المبرمة بين البلدين في اكتوبر 2007 و التي تخص المجالات الثقافية و الفنية داعيا الفاعلين في هذا الميدان إلى تعزيز العلاقات و المبادلات. من جهته أشار ممثل تومي إلى أن الأسبوع الثقافي الجزائري بباماكو يندرج في سياق "التحضير للدورة الثانية للمهرجان الإفريقي الذي ستحتضته الجزائر من 5 إلى 20 جويلية المقبل في إطار الإرادة السياسية المشتركة من أجل دعم و تعزيز التبادل الثقافي بين دول القارة". و اعتبر نفس المتحدث أن التظاهرة من شأنها تعزيز العلاقات الممتازة التي التي تجمع البلدين و استكمال الإتفاقيات المبرمة في 17 أكتوبر 2007 و كذا تحضيرا للمهرجان الإفريقي الذي من المنتظر أن يعرف مشاركة وفد هام من الفنانين و المثقفين الماليين. و افتتحت التظاهرة الثقافية بتدشين معرض للفنون التشكيلية يبرز مختلف مدراس الفن التصويري في الجزائر إضافة إلى معرض للكتاب. كما نظم خلال السهرة حفل للرقص من أداء الفرقة الوطنية للرقص الشعبي و فرقة "ديوان دزاير" حيث قدمت عروض ثرية جمعت بين الثراث المادي و غير المادي و الأصالة و المعاصرة و يسعى البرنامج الذي أعد في إطار هذه الأيام الثقافية الجزائرية ببماكو و التي ستنظم في بهو المعارض بقصر الثقافة أمادو أمباتي و مركز كريم توغولا و مقر الإدارة الوطنية للمكاتب والتوثيق إلى تقديم باقة متنوعة من النشاطات الثقافية الجزائرية و تراثها العريق. و يتضمن هذا البرنامج البالي الوطني للرقص الشعبي و معرض الفنون التشكيلية لعدد من الأسماء الجزائرية التي تألقت خلال الستينيات و السبعنيات و الثمانينيات و معرض يضم 500 كتاب تليه ندوة حول الأدب الجزائري و عرض للموسيقى الشبانية مع فرقة "ديوان دزاير". و يحتل البالي الوطني الجزائري الذي يعود تأسيسه إلى 38 سنة خلت مكانا مميزا في الثقافة الجزائرية خلال هذا الأسبوع حيث يمكن لمحبي الرقص الشعبي التمتع بمختلف أوجه الثقافة الجزائرية التي يعود تاريخها إلى ما قبل التاريخ. كما زينت لوحات قرابة ثلاثين رساما جزائريا بهو فندق "لايكو أميتيي" في إطار معرض متنوع يمثل فن الرسم الجزائري نظمه عمر مزياني محافظ المعارض. و بالاضافة الى معرض الكتب الذي يتضمن 500 عنوان حول تاريخ الجزائر عبر مسرحيات و كتب لأسماء لامعة من المؤلفين و كتب متنوعة حول تاريخ الجزائر الاستعماري وحرب التحرير الوطني سيقدم يوسف سايح منتج و منشط حصص ثقافية بالإذاعة و التلفزيون الجزائريين ندوة حول "الأدب الجزائري منذ ظهوره إلى يومنا هذا". و أوضح مسؤولو وزارة الثقافة أن المؤلفات ال500 المعروضة خلال هذه التظاهرة ستهدى إلى وزارة الثقافة المالية. و ستقدم فرقة "ديوان دزاير" من جهتها لمحبي موسيقى العالم مقاطع مختارة من التراث التقليدي القناوي و البلوز و سهرات فنية حيث تنتظر محبي هذا النوع من الموسيقى سهرات فنية غنائية متنوعة. و خصص للفن السابع خلال هذه التظاهرة الثقافية برنامجا ثريا يتضمن عرض أفلام جزائرية منها "مسخرة" و "أنديجان" و "رشيدة" و "علي في بلاد السراب" و "الأفيون و العصا" الذي سيعرض في قاعة السينما بالمعهد الوطني للفنون.