عززت موريتانيا من تواجد قواتها الأمنية على الحدود الجزائرية المالية بداية الأسبوع الجاري، حيث وصلت إلى مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي تعزيزات أمنية في وقت متأخر من نهار يوم السبت الماضي. وتضم القافلة العسكرية المتوجهة إلى المناطق الشرقية في موريتانيا تسعا وعشرين سيارة عابرة للصحراء، وخمس شاحنات كبيرة وسيارة إسعاف واحدة، وتقل عابرات الصحراء مدافع رشاشة من الحجم الكبير، فيما تحمل الشاحنات المؤن الخاصة بالقافلة، وتهدف القافلة حسب السلطات الأمنية في الولاية إلى تعزيز القوات الموريتانية التي تنشط لمحاربة الإرهاب على محور الحدود الموريتانية المالية الجزائرية، حسب ما أفادت به وكالة أنباء الأخبار الموريتانية. وتضيف ذات المصادر أن الجماعات المتهمة بالعلاقة بالجماعات الإرهابية الناشطة في الساحل الصحراوي، والمرتبطة بنشاط المهربين في المنطقة تزايد في الفترة الأخيرة، وما العمليات الناجحة لقوى الأمن الجزائرية في الجنوب إلا دليلا على ذلك، حيث حجزت أسلحة ومؤونة وسلعا متنوعة. وكانت السلطات الفرنسية قد أعلنت قبل يومين عن مرور سباق ''آفريكا راس'' عبر الأراضي الموريتانية، مما يعني ضرورة وجود تعزيزات أمنية في المنطقة التي توصف بأنها الأخطر في موريتانيا من حيث تواجد الجماعات المسلحة. وتقول مصادر مطلعة على الملف الأمني في موريتانيا إن القافلة تهدف إلى تمشيط المنطقة قبل الزيارة المرتقبة لرئيس المجلس الأعلى للدولة إلى ولاية الحوض الشرقي خلال الأيام القادمة. وكانت قوات الأمن الموريتانية قد أوقفت 10 إرهابيين كانت لها نية الدخول إلى موريتانيا أو الجزائر للقيام بهجمات بسيارات ملغومة في أماكن مختلفة. إضافة إلى استهداف كتيبة عسكرية في منطقة تورين شمال موريتانيا، وقتل أحد عشر عسكريا بالإضافة لمدني كان دليلا للعسكرين في الصحراء الموريتانية. تجدر الإشارة إلى أنه يوجد بالسجن المدني في نواكشوط عشرات المعتقلين ممن تتهمهم السلطات الموريتانية بالانتماء لتنظيمات إرهابية. وقد أدى هذا التطور الأمني إلى تشديد الإجراءات الأمنية عبر أرجاء موريتانيا، خاصة وأن مثل هذه الاعتقالات الأمنية كانت قد لوحظت في عدة مناطق من العاصمة نواكشوط في نهاية الأشهر القليلة الماضية، مما أدى إلى زيادة الحيطة والحذر من قبل المواطنين الموريتانيين، حيث أصبح الخوف أكبر هاجس يعيشونه يوميا، بسبب الخوف من التعرض لهجوم من جانب الإرهابيين.وكان خبراء أمنيون متخصصون في الجماعات الإرهابية في موريتانيا، قد أكدوا في تصريحات سابقة عن قرب وقوع هجمات إرهابية، واعتبروا الأمر ''مكيدة سياسية'' من قبل النظام الجديد من أجل كسب تعاطف الدول الغربية في سياق سياسي صعب تعيشه البلاد، والاستفادة من المساعدات خاصة الأوروبية منها في مجال مكافحة الإرهاب، وغض الطرف عن مطالب عودة الرئيس الموريتاني المطاح به من قبل العسكر ولد سيدي عبد الله.