قال الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أن قمة رؤساء الدول حول السلم والتنمية في منطقة الساحل الصحراوية ستكون مطلع العام القادم في العاصمة المالية باماكو وسيشارك فيها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة . وأضاف الوزير مساهل في تصريح على هامش الجلسة العلنية لمناقشة مخطط عمل الحكومة، مساء أمس، إن لجان العمل المشتركة بين مختلف البلدان التي ستشارك برؤسائها في هذه القمة قد شرعت في التحضير لهذا الموعد. وسيشارك في هذه القمة رؤساء بلدان الجوار في الساحل والصحراء لا سيما الجزائر ومالي والنيجر وليبيا وبوركينا فاصو والتشاد. وكان مساهل الذي قاد وفدا جزائريا في الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة رؤساء الدول حول السلم والأمن والتنمية في منطقة الساحل الصحراوية بباماكو أيام 11 و12 من شهر نوفمبر الماضي، قد عبر عن ارتياحه ''لهذه المبادرة التي ترمي إلى بعث التشاور بين بلدان الجوار وعبر عن تمسك الجزائر بهذا المسعى". وأكد في هذا الصدد على ''الجهود الدائمة التي تبذلها الجزائر لمباشرة تعاون متعدد الأشكال بين بلدان الجوار من شأنه ضمان الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية لهذه المنطقة في صالح السكان القاطنين بها". وأشار ذات المسؤول الحكومي إلى التحديات التي تواجهها هذه المنطقة خاصة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب بشتى أشكاله والهجرة السرية، مضيفا أن ''هذه الآفات تهدد السلم والأمن، الأمر الذي يلزمنا بوضع جهاز عملي لتنسيق أعمال بلدان المنطقة قصد القضاء نهائيا على هذه الآفات وتوفير الشروط الملائمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية". وأكد مساهل أنه يتعين على بلدان المنطقة توحيد جهودها ''لخلق التفاعل والتكامل اللازم لترقية فضاء للسلم والأمن والتنمية المتقاسمة". وقد توج هذا اللقاء الذي شارك فيه وزراء الشؤون الخارجية لبلدان الجوار ممثلة في الجزائر ومالي والنيجر وليبيا وبوركينا فاصو والتشاد بسلسلة من التوصيات التي ستعرض على قمة رؤساء الدول، منها الاتفاق على وثيقة تتطرق لتأسيس ''آلية للتعاون لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية والتهريب". على صعيد آخر وبشأن أزمة المتمردين الطوارق مع الحكومة المالية بعدما انشق وجنح عدد من المتمردين الطوارق بزعامة ابراهيم آغ باهانغا عن السلم طبقا لما نصت عليه اتفاقات السلام، التي وقعت بين الطرفين، تحت رعاية الجزائر في جويلية ,2006 قال مساهل أن لجنة المتابعة المشتركة لإتفاقات السلام المشكلة بين مختلف الأطراف ''أي الجزائر وحكومة مالي وممثلين عن المتمردين الطوارق'' تواصل عملها لتحقيق ما نص عليه اتفاق الجزائر، وأن كل الأمورعلى حد قوله ''تسير بشكل جيد". تجدرالإشارة إلى ان الإجتماع الذي حضره مساهل يأتي - حسبما نقل عنه آنذاك- استجابة لرغبة عبر عنها الرئيس المالي أمادو توماني توري، بعد الاضطرابات التي عرفتها المنطقة خلال السنوات الماضية، وكذا بسبب النشاطات الإرهابية وعمليات التهريب . وكان مساهل يشير إلى الأزمة الداخلية شمال مالي بين القوات الحكومية والمتمردين الطوارق، الذي تلعب الجزائر فيه دور الوسيط بين طرفي النزاع.