انطلقت أمس في العاصمة البريطانية لندن أشغال اجتماع الطاقة بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط، بعدما دعت الحكومة البريطانية نحو 40 وزيرا يمثلون الدول المنتجة والمستهلكة مناقشة تأثير الأزمة المالية على استثمارات الطاقة، ووضعية سوق النفط الدولية. وقال شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' أمس على هامش اجتماع لندن تعقيبا على الوضعية الراهنة لسوق النفط الدولية، إن أسعار الخام الحالية ستستعيد انتعاشها بالشكل الذي يعيد التوازن للسوق الدولية، مؤكدا أن قرار خفض الإمداد ب 2ر2 مليون برميل يوميا سيكون له تأثيره الإيجابي بمجرد دخوله حيز التطبيق بداية من الفاتح جانفي المقبل. وتوقع خليل أن تحسن أوضاع سوق النفط الدولية من الآن فصاعدا، في إشارة إلى عودة الاستقرار في الأسعار عقب القرار الأخير، مضيفا أن بعض وزراء نفط الأوبك سيتمكنون من إجراء مشاورات جديدة بشأن وضع السوق خلال القمة العربية للاقتصاد والطاقة التي ستستضيفها الكويت في 19 جانفي المقبل. من جهته، أشار وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على تأثير قرار أوبك الأخير بخفض إنتاج النفط مجددا، في حين أوضح شكري غانم أكبر مسؤول بقطاع النفط الليبي أن أسعار النفط قد تتراجع بدرجة أكبر قبل أن يدفعها أحدث خفض في إنتاج المنظمة إلى الارتفاع ثانية. وكانت العديد من الدراسات الصادرة عشية اجتماع لندن بين الدول المنتجة والمستهلكة قد تخوفت من الانخفاض الحاد في أسعار الخام، على اعتبار أن التراجع الكبير في أسعار الطاقة وشح أسواق الائتمان الدولية سينعكس سلبا على انكماش الإنفاق في مجال التنقيب عن النفط والغاز عبر العالم بحوالي 12 بالمائة، وهو ما دفع بوزير البترول السعودي علي النعيمي إلى التأكيد على مواصلة الاستثمار في مشاريع المنبع والمصب بقطاع الطاقة وذلك بالرغم الأزمة الاقتصادية العالمية، غير أنه أضاف أن المشاريع العملاقة التي تباشرها المملكة لن تكفي وحدها لتلبية حاجات الطاقة العالمية، خصوصا وأنها ستضخ كميات أقل من الخام في جانفي المقبل، وستكون عند هدفها الجديد للإنتاج تماشيا مع أحدث خفض للمنظمة.