استبعد أمس شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم ورئيس منظمة "أوبك" إمكانية هبوط أسعار النفط عقب الاجتماع الطارئ الذي ضم الدول المنتجة والدول المستهلكة بالسعودية والذي انتهى بإقرار هذه الأخيرة، أي السعودية، رفع إنتاجها ب550 ألف برميل يوميا، من جهته أكد وزير النفط و الثروة المعدنية السعودي، أن التركيز على زيادة العرض لن يكبح جماح الأسعار، أما الوزير الأول البريطاني غوردون براون فدعا إلى "صفقة عالمية جديدة من شانها تحقيق استقرار السوق النفطية الدولية..وضمان إمدادات آمنة على المديين المتوسط و الطويل". و حضر افتتاح الاجتماع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي دعا في بداية هذا الشهر لعقد هذا اللقاء و كذا الوزير الاول البريطاني غوردون براون. اجتماع الدول المنتجة والمستهلكة للنفط الذي احتضنته مدينة جدة بالسعودية شارك فيه وزراء الطاقة و النفط ل35 بلدا منتجا و مستهلكا للخام إلى جانب 25 شركة نفطية و سبع منظمات دولية أهمها منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والوكالة الدولية للطاقة و منتدى الطاقة، وقد جرت الأشغال في جلسة مغلقة بعد الجلسة الافتتاحية التي حضرها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الداعي لعقد هذا اللقاء و كذا الوزير الأول البريطاني، غوردون براون. في هذا السياق، أكد شكيب خليل رئيس منظمة أوبك، الذي حضر الاجتماع بصفته وزيرا للطاقة عن الجزائر، أنه من غير المرجح أن تهبط أسعار النفط القياسية عقب هذه المحادثات موضحا في رده على أسئلة الصحفيين أنه لم يسمع بأي حديث عن اعتزام أعضاء آخرين في أوبك زيادة الإنتاج إلى جانب السعودية. نفس الطرح ذهب إليه وزير النفط و الثروة المعدنية السعودي علي النعيمي، في كلمة ألقاها بالمناسبة حيث أكد ان التركيز على زيادة العرض لن يكبح جماح الأسعار الحالية، مشيرا إلى وجود أمور أخرى غير عوامل العرض و الطلب تقف وراء ارتفاع أسعار النفط مضيفا أن "التركيز ببساطة على زيادة العرض لن يكبح على الأرجح جماح الأسعار الحالية". وحسب المتحدث فإن هناك هواجس تتعلق باحتمال نقص العرض على المدى البعيد والتي يبدو، كما قال، أنها تلعب دورا في رفع أسعار العقود الآجلة معربا عن اعتقاده بان هذه الهواجس "لا مبرر لها"، مطمئنا بأن العالم لديه ما يكفي من الموارد النفطية القادرة على تلبية الطلب لعدة عقود قادمة حتى و لو لم يتم وضع في الحسبان عامل التقدم التكنولوجي المستقبلي الذي سيمكننا من زيادة الإنتاج من تلك الموارد". أما الوزير الأول البريطاني غوردون براون، فدعا إلى "صفقة عالمية جديدة من شانها تحقيق استقرار السوق النفطية الدولية و المساهمة في الحد من الارتفاع المتواصل لأسعار الخام و كذا ضمان إمدادات آمنة على المديين المتوسط و الطويل"، موضحا ضرورة تكاتف جميع الأطراف و اعتماد موقف سياسي مشترك لإيجاد حلول مستدامة لهذه التحديات في إطار تبادل المنافع بين المنتجين والمستهلكين. ولاحظ أن تزايد الطلب العالمي على النفط و التخوفات التي يبديها الكثير من المستهلكين تجاه نقص الإمدادات تعتبر احد عوامل ارتفاع الأسعار وأنه بإمكان الدول المستهلكة التعامل مع هذه المسالة من خلال التقليل الجزئي للطلب على الخام. واقر براون بضرورة دراسة العوامل المالية على السوق النفطية مع إشراك صندوق النقد الدولي و كذا المساهمة في تخفيف العبء المترتب عن ارتفاع الأسعار على اقتصاد الدول النامية. أما نائب الرئيس الصيني، "تشينغ بان" –فأورد أن مواجهة تحدي ارتفاع الأسعار يتطلب تعزيز التعاون و الحوار بين المنتجين و المستهلكين على أساس تبادل المنافع بين هذه الأطراف معتبرا الاجتماع يأتي في وقته، موضحا ارتباط بلاده التي تعتبر اكبر بلد نامي في العالم بالطاقة بجميع مصادرها. من جهته طالب العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في كلمته بالعمل على الوصول إلى الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الارتفاع المتواصل لأسعار النفط وكيفية معالجة هذا الوضع وعرض النتائج المتوصل إليها أمام جميع شعوب العالم، مشددا على ضرورة إنشاء فريق عمل مشترك يضم ممثلين عن كل من الدول المنتجة والمستهلكة للنفط بالإضافة إلى المنظمات الدولية الطاقوية مثل "الأوبك" والوكالة الدولية للطاقة والمنتدى الدولي للطاقة بهدف متابعة ما يتم التوصل إليه في هذا الاجتماع.