قال وزير الطاقة والمناجم والرئيس الحالي لمنظمة "أوبك" شكيب خليل، أمس، أنه يتوقع استمرار تقلبات أسعار النفط، أمام مؤتمر البترول العالمي في مدريد، مشيرا أن "الاحتمالات بالنسبة لأسعار النفط غير مؤكدة وتتسم بالتقلب الشديد، فنحن لا نعرف إذا ما كانت ستستقر أم ستنخفض"• وأضاف شكيب خليل أنه يتوقع أن ترتفع طاقة إنتاج النفط الخام بمنظمة أوبك بمقدار أربعة ملايين برميل في السنوات الأربع المقبلة، موضحا أنه رغم أن العالم يملك احتياطيات تكفي لعشرات السنين من النفط، فإن مصدر القلق الأساسي يتعلق بنقلها الى الأسواق• وكانت أشغال المؤتمر العالمي للنفط، قد افتتحت أول أمس بمدريد، في خضم اختلاف كبار مسؤولي المؤسسات النفطية وممثلي حكومات البلدان المستهلكة حول أثر المضاربة في ارتفاع سعر برميل النفط الذي تجاوز 143 دولارا، حسبما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية• وأشار وزير الصناعة والسياحة والتجارة الإسباني ميغال ثيباثتيان في هذا اللقاء، الذي أشرف على افتتاحه العاهل الإسباني خوان كارلوس، إلى وجود "أثر جلي للمضاربة" في ارتفاع أسعار النفط الخام وهو ما يحتم تعزيز ضبط السوق• واعتبر أن العمليات التي باشرتها صناديق الاستثمار في الأسواق، قد تمخضت عن ارتفاع الطلب على النفط الخام بمقدار 000•850 برميل يوميا غير أن عرض النفط حاليا لايزال في رأيه "غير كاف"• وأوصى المفوض الأوروبي للطاقة أندريس بيبالغس باتخاذ إجراءات كفيلة بإضفاء "شفافية أكبر" على الأسواق الدولية لمنح المستثمرين أمنا أكبر والمستهلكين مزيدا من الثقة• وأوضح أن المستهلكين والمنتجين يتطلعون إلى ذات الهدف المتمثل في المحافظة على الصناعات الغازية والنفطية وضمان سعر ثابت للمواد الأولية، داعيا إلى سوق "ميزته الشفافية والفعالية والموضوعية" ويمنح المستثمرين بعضا من الأمن• أما رون فان دير فيير رئيس المجمع النفطي الإنجليزي الهولندي روايال داتش شال، فقد فند اتهامه "للمضاربين" مدعوما في ذلك برئيس المجمع البريطاني بريتيش بتروليوم توني هايوار الذي رأى أن مسؤولية المضاربين ليست إلا "ضربا من الخيال" وأن "ارتفاع الأسعار غير مرتبط بالمضاربة"• ودعا هذا الأخير إلى "عهد جديد" للعلاقات بين البلدان المستهلكة والمنتجة، قائم على "المعاملة بالمثل" حيث أشار إلى بقاء احتياطات وحقول تنتظر الإستغلال معتبرا "المشاكل سياسية أكثر منها جيولوجية"• وبالمقابل قلل رئيس مجمع ريبسول أنطونيو بروفو من أهمية أثر المضاربة على التهاب الأسعار معترفا مع ذلك بأن الاستثمارات المالية باتت مركزة على المواد الأولية تعاملا مع الظرف الإقتصادي الراهن وتراجع قيمة الدولار وارتفاع نسب الفوائد• وعزى التهاب أسعار النفط بالدرجة الأولى إلى ارتفاع طلب الاقتصادات الناشئة على هذه المادة، ومن جهته أعرب رئيس الشركة الروسية روسنافت سيرغاي بوغدانشيكوف عن ثقته في أن الحكومات ستتخذ التدابير اللازمة لضمان رفع إنتاج النفط والغاز• وفي كلمته الإفتتاحية، أكد الملك خوان كارلوس أن المجتمعات الحديثة تشترط ربط أداء النشاط الاقتصادي بديمومة البيئة واحترامها• وفي هذا الإطار ألح كل من وزير الطاقة والصناعة الإسباني والمفوض الأوروبي على ضرورة المراهنة على مصادر الطاقة المتجددة والاقتصاد في استهلاك الطاقة وهي العناصر المندرجة في إطار السياسة الطاقوية المشتركة•