صرح وزير الخارجية مراد مدلسي، بأن الجزائر تتابع عن كثب التوتر الحاصل على حدودها مع مالي، قائلا ''نحن منشغلون بالتطورات الأخيرة التي تعرفها المنطقة''، والجزائر - على حد قوله- عازمة على الاستمرار في وساطتها وعدم التنازل تماما عن دورها في المنطقة. وأضاف مدلسي في رده على استفسارات صحفيين بخصوص موقف الجزائر مما يحصل في المنطقة، على هامش حضوره استمرار مناقشة مخطط عمل الحكومة بمجلس الأمة، أمس. خاصة بعدما خاضت ليبيا لوساطة متفردة في المنطقة بين المتمردين الطوارق والحكومة المالية، وهي التي ربما -حسب المتتبعين- ما زاد من تعقيد الأوضاع في المنطقة، قائلا ''أن الجزائر لا تحتكر الوساطات أبدا لفك هذا النزاع''، و الجزائر على حد إشارة مسؤول الديبلوماسية الجزائرية '' متفتحة على كل المبادرات التي من شأنها أن تعيد السلم والأمن للمنطقة". ويعرف الشمال المالي تصعيدا خطيرا هذه الأيام، حيث هاجم فصيل مسلح من المتمردين التوارق بقيادة المنشق عن اتفاقات الجزائر ابراهيم آغ باهانغا ليلة الجمعة إلى السبت الفارط لمركز عسكريي شمال مالي قرب منطقة تينزاواطين الحدودية، وأسفر الاقتتال بين الطرفين عن سقوط نحو عشرين قتيلا 11 من عسكر مالي و9 من المتمردين التوارق، ويتهم الجيش المالي باهانغا بالتورط في ''التهريب الدولي للمخدرات". ويأتي تصريح مدلسي مباشرة بعدما أ طلقت الجزائر مجددا مساعيها لتهدئة الوضع في شمال مالي، وطلبت الجزائر حسب مصادرمتابعة للملف عن طريق سفيرها بباماكو عبدالكريم غريب من زعماء التمرد وقف إطلاق النار إلى حين الجلوس إلى طاولة حوار في جولة جديدة. وكان مئات من المتمردين الطوارق تجمعوا خلال الأشهر الماضية في منطقة كيدال شمال شرق مالي في المنطقة المحاذية للجزائر وهم يشترطون لعودتهم التطبيق الدقيق لاتفاق الجزائر في جويلية 2006 ، ومنذ توقيع هذا الاتفاق الذي يبقى أساسا للمفاوضات بين المتمردين الطوارق والحكومة المالية تخلى المتمردون عن المطالبة بحكم ذاتي لمنطقة كيدال، فيما التزمت الحكومة بالتنمية في مناطق الشمال المالي الثلاث ، لكن شروط نزع سلاح المتمردين وتشكيل وحدات خاصة لا تزال محل تفاوض. تجدر الإشارة إلى أن الوساطة الجزائرية في القضية قد أفضت إلى التوقيع على اتفاق سلام بين المتمردين والسلطات المالية في شهر جويلية ,2006 إلا أن أفراد باهانغا كثفوا من عملياتهم ضد الجيش والحكومة المالية منذ شهر أوت من السنة الماضية ، رغم أن الجزائر قامت بوساطة أخرى جديدة في جويلية 2007 لكن المفاوضات تعثرت ولم يعد باهانغا يشارك فيها منذثلاثة أشهر. ويأتي هذا التصعيد أيام قلائل قبيل قمة رؤساء دول منطقة الساحل والصحراء حول الأمن والتنمية حيث يشارك فيها رؤساء دول كل من الجزائر، مالي، ليبيا ،بركينافاصو،التشاد والنيجر. في موضوع آخر وفي رد مدلسي على سؤال آخر يقضي بأن السفير الفرنسي السابق بالجزائر برنارد باجولي سبق له وأن صرح بأن السلطات الفرنسية دعت الجزائر رسميا لكي تتسلم أرشيفها الخاص بالثورة قال ''لم نتلق أي دعوة رسمية من السلطات الفرنسية لاستعادة أرشيف ثورتنا الموجود لديها ".