أكد وزير الخارجية مراد مدلسي خلال افتتاحه، أمس، أشغال المؤتمر الوزاري لدول منطقة الساحل الصحراوي حول الإرهاب والجريمة المنظمة على ضرورة ''الالتزام الثابت في محاربة الإرهاب دون تنازل''· وكان مدلسي يتحدث بحضور وزير الخارجية المالي مختار وانوي الذي رفض الإدلاء بأي تصريح للصحافة على هامش أشغال المؤتمر وفي إشارة ضمنية للخطوة المالية التي انتهت بإطلاق سراح عناصر مطلوبة وتقديم فدية لجماعات إرهابية مقابل الإفراج عن الرعية الفرنسي بيار كامات، قال وزير الخارجية بمفهوم المخالفة ''إنني على قناعة أن شيم الإخلاص في التعامل والتعاون الصادق والصريح والتزامنا الثابت في محاربة الإرهاب دون تنازل وكذا واجب التضامن الذي يحدو توجهنا نحو مواطنينا الأكثر حرمانا هي قواعد عمل نتقاسمها جميعا ويتوجب علينا احترامها'' ·هذا وانطلقت أشغال المؤتمر الوزاري لدولة منطقة الساحل في جلسة مغلقة حضرها كل من سفير بوركينافسو ''ماما دو سيرمي'' ووزير الخارجية الليبي''موسى كوسا'' ووزير الخارجية المالي ''مختار وانوي'' ونظيرة الموريتاني الوزيرة ''ناها بنت حامد ولد مكناس'' ، ووزير الدفاع النيجري الجنرال ''ماما دوكوسين'' والأمين العام لدولة التشاد ''موسى محمد''· وقال مراد مدلسي ''أنه يتوجب على بلدان منطقة الساحل الإفريقي تحيين تقييم التهديد الإرهابي الذي يعرف تطورات خطيرة ويتخذ بعدا جديدا بعدما باتت له العديد من الارتباطات القوية مع الجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة بالأسلحة والمخدرات''· وأكد وزير الخارجية على أن هذه المسائل تتأتى ''عن طريق التحرك بكل حزم بتدابير ملموسة من خلال تفعيل آليات التعاون الثنائي والجهوي والدولي''· وأشار مدلسي إلى أن الهدف من اللقاء الذي تناول المسائل الأمنية المتعلقة بالإرهاب والجريمة المنظمة في صبيحة أمس· في حين تمت مناقشة مسائل التنمية في ساعة متأخرة من نهار أمس·وأكد مراد مدلسي على أن مسألة الأمن والسلم هما شرطان مسبقان للتنمية، وأن الإرٍهاب وتحالفاته مع الجريمة المنظمة يمثلون تهديدا حقيقا وموضوعيا للسلم والاستقرار ويشكلون عوائق ومصاعب أمام جهود التنمية، مشيرا إلى أن مسألة التعاون بين البلدين في صلب مسارها وإن وضعت أسسه من قبل خلال المؤتمر الوزاري المنعقد في نوفمبر بباماكو .2008 وتحدث عن أن اللقاء هو تحضير لمؤتمر القمة لرؤساء منطقة الساحل والصحراء وأكد أن مؤتمر باماكو أكد وأثبت مقاربة مشتركة ليس حول الأشغال والمبادئ الموجهة للعمل والوسائل الواجب توظيفها وعلى مكانة ودور الشراكة لإعادة الأمن والتطور الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة ·وبخصوص الجانب التنموي، أكد مدلسي على ضرورة ''تدارس وضع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البؤر المغلقة والمعزولة في المنطقة والتحرك عبر حلول ناجعة ومتجددة لتقلص الفقر والاستجابة للحاجيات الملحة للسكان المحرومين''، مشيرا إلى حياة الخوف وعدم الاستقرار والأمن بالمنطقة والذي يعرف تزايدا، مشيرا إلى ضرورة إيلاء الاهتمام لمسألة تحسين ظروف الحياة في المناطق المحرومة وإقامة تعاون عابر للحدود بين بلدان منطقة الساحل· ويتزامن الاجتماع الذي يحضره وزير خارجية دولة مالي التي تشهد العلاقات بين بلاده والجزائر حالة من التوتر، على خلفية إطلاق الحكومة المالية سراح الإرهابيين الأربعة الذين كانت تحتجزهم القاعدة مقابل الإفراج عن الرهينة الفرنسية بيير كامات، من بينهم جزائريين اثنين مطلوبين لدى مصالح الأمن الجزائرية متورطين في قضايا إرهابية·