أعلنت مصادر متطابقة في شمال مالي، أول أمس، أن ثلاث مجموعات من المتمردين الطوارق منضوية تحت ''التحالف من أجل الديمقراطية والتغيير'' قررت مغادرة الأدغال والانضمام إلى عملية السلام. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس، استنادا إلى مصدر في وزارة الدفاع المالية قوله إن''أغلبية المتمردين قررت العودة إلى عملية السلام''، إلا أنه مع ذلك تفيد ذات المصادر إن المجموعة التي يقودها المنشق عن اتفاقات الجزائر إبراهيم آغ باهانغا والتي شن عليها الجيش المالي يوم الجمعة الماضي هجوما في شمال البلاد قد أعلنت بأنها ''غير معنية بهذا القرار". في ذات السياق أفادت الوكالة التي تحدثت إلى مسؤول في محافظة كيدال كبرى محافظات المنطقة عن ''اجتماع للجنة المتابعة المنبثقة عن اتفاقات الجزائر في كيدال الكائنة شمال مالي، وأن ''الجميع متفقون''، مضيفا إن ''المتمردين الطوارق السابقين المؤيدين بأغلبيتهم لاتفاقات الجزائر سيغادرون الأدغال قريبا جدا والعودة إلى كيدال للانضمام إلى عملية السلام". وكان سفير الجزائر بباماكو عبد الكريم غريب قد نظم عدة لقاءات بين ممثلين عن المتمردين الطوارق منذ عودة المواجهات بين الطرفين في شهر أوت من السنة الماضية، آخرها إشرافه على اللقاء الذي نظم أمس بكيدال شمال مالي بين طرفي النزاع، بغرض حمل الفرقاء للعودة إلى عملية السلام طبقا لما نصت عليه الاتفاقات الموقعة بين الطرفين في الجزائر العاصمة تحت وساطة الجزائر في جويلية من سنة ,2006 وأعيد تحيينها الصيف الماضي. ومنذ توقيع هذا الاتفاق الذي يبقى أساسا للمفاوضات بين المتمردين والحكومة تخلى المتمردون عن المطالبة بحكم ذاتي لمنطقة كيدال، فيما التزمت الحكومة تسريع التنمية في مناطق الشمال الثلاث كيدال، غاو وتومبوكتو، لكن شروط نزع سلاح المتمردين وتشكيل ''وحدات خاصة'' لا تزال موضع تفاوض. ويرى متابعون للملف أن المعارك الأخيرة يقف وراءها متشددون في صفوف المتمردين يتهمون الحكومة بالمماطلة في تطبيق اتفاق الجزائر، فيما يتهم الجيش باهانغا بالتورط في التهريب الدولي للمخدرات. ولم يحضر باهانغا مختلف اللقاءات الأخيرة التي تشرف عليها لجنة تنفيذ اتفاقات السلام الموقعة بالجزائر، والمشكلة من ممثلين عن المتمردين الطوارق قد استقر مؤخرا بليبيا وقاد هناك مفاوضات مع المسؤولين الليبيين للضغط على حكومة مالي. وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قد صرح مؤخرا بعدما هاجم فصيل من المتمردين الطوارق حامية عسكرية بالقرب من منطقة تينزاواطين الحدودية بين الجزائر ومالي، وأسفرت المواجهات بين الطرفين عن سقوط 20 قتيلا، صرح بأن الجزائر تتابع ب''اهتمام كبير'' الوضع السائد في شمال مالي، مؤكدا عزم الدبلوماسية الجزائرية على ''عدم التخلي عن وساطتها في الملف إلى غاية استتباب السلم''، وفي رده على سؤال حول وساطة ليبية لتسوية النزاع، قال مدلسي ''لا أعتقد أن ثمة احتكارا لدفع عملية السلام كما أن الجزائر لا تحتكر الوساطات".