تباينت انطباعات الأسرة التاريخية والتربوية حول تدريس التاريخ في المدرسة الجزائرية، فالأسرة التربوية وإن سجلت مؤاخذة في برمجة تدريس التاريخ في الفصل الثالث إلا أنها رأت أن المحتوى قادر على إيصال رسالة التاريخ، أما الأسرة الثورية فإنها ترى أن تاريخنا كبير وثورتنا عظيمة ويجب أن يلم الجيل الجديد بكل صغيرة وكبيرة، وعليه ما يقدم في المدرسة غير كاف ويستدعي جهودا مضاعفة. ووقف أساتذة مادة التاريخ للتعليم الثانوي عند ما أسموه بخطأ تقني في برمجة تدريسه، كاشفين أن الوزارة الوصية قد برمجت تدريس تاريخ الجزائر في الفصل الثالث، وهذا لا يحفز التلميذ على الاطلاع الجاد والمستوعب لتاريخ بلاده بالشكل المطلوب الذي يسمح باستيعاب كل المعلومات وحفظها في الذاكرة، داعين الوصاية إلى ضرورة تصحيح الخطأ وبرمجة تدرسيه في الفصل الأول أوالثاني حتى يعطي له التلاميذ الاهتمام المطلوب ويتسنى ظهوره في مواضيع امتحانات البكالوريا، لافتين إلى أن هذه السنة همش تاريخ الجزائر فيها تهميشا واضحا، ولم يطرح حول الثورة الجزائرية وما قبلها أي أسئلة واكتفي بأسئلة للتعريف بالشخصيات الجزائرية. وقال الأستاذ أحمد بوحلة من ثانوية ابن الهيثم '' إن الوزارة الوصية قد برمجت تدريس التاريخ الجزائري لتلاميذ الثانوي في الفصل الثالث بينما برمجت تدريس الحرب العالمية الأولى والثانية في الفصل الأول والثاني، وهذا لا يتماشى إطلاقا مع الأهداف التي تتطلع إلى تحقيقها الوزارة والدولة الجزائرية، لترقية حس المواطنة وغرس الروح الوطنية '' ، مردفا '' إن التلميذ يبدأ حماسه الدراسي في الفصل الأول وينتهي هذا الحماس في الفصل الثالث '' ، متسائلا '' كيف تراه يهتم بتاريخ بلاده في عز تحضيراته لامتحان البكالوريا؟ وكيف تراه يتعرف على تاريخه وأسئلة الامتحانات لا تدور حوله؟ '' . وأضاف '' هذه السنة بعدما تم تحديد الدروس التي يمتحن فيها التلاميذ، لم تكن الثورة الجزائرية مبرمجة كونها درست في الفصل الثالث ضمن مواضيع أسئلة الامتحان التاريخ للبكالوريا، حيث اكتفى معدوه بطرح أسئلة عن شخصيات وطنية فقط''. وقال الأستاذ بوحلة '' إن الوزارة إذا ما أرادت فعلا غرس الحس الوطني وترقية المواطنة ملزمة بمراجعة برمجة تاريخ الجزائر وبتدريسه في الفصل الأول، وأعتقد أنها يمكن أن تتخذ نفس الإجراءات التي اتخذتها بشأن النشيد الوطني ورفع العلم''.