قال مفتشو مادة التاريخ والجغرافيا المشاركون في أشغال الجامعة الصيفية المنظمة من طرف وزارة التربية منذ الأحد بشرشال للشروق، أن كل الأخطاء الواقعة في مناهج التاريخ والجغرافيا المدرسة في المتوسط "درستها لجان مختصة كُلفت من طرف وزير التربية منذ مدة لهذا الغرض"، فيما "كلفت لجان أخرى بتخفيف المنهاج وانتهت من عملها الذي سيقدم في الدخول المدرسي القادم" ويدخل حيّز التطبيق. * وقال مصدر من المشاركين في الجامعة الصيفية، أن خطأ إدراج الإباضية في قائمة الخوارج الذي نشب بسببه احتجاج كبير تمّ تداركه وصُحح وهو ما سيمس الخطأ الخاص باستسلام الأمير عبد القادر، الذي كان مؤسسا للدولة الجزائرية ومحاربا وبراغماتيا، فضّل الأسر على الاستسلام وتحطيم البلد. وأكد مصدرنا الذي رفض ذكر اسمه أن ملاحظات وتصويبات عديدة كان قد قدمها المفتشون العاملون بإكماليات الوطن للجان الوزارة المختصة وستؤخذ بعين الاعتبار ومنها "خطأ استسلام الأمير عبد القادر". * * من جانب آخر، أكد ممثل الوزارة المفتش بلوذنين الذي أشرف على افتتاح الجامعة الصيفية أن "هدف الجامعة هو توحيد الرؤى حول تخفيف البرنامج في مادتي التاريخ والجغرافيا الذي أجرته الوزارة، حيث تمّ حذف بعض الدروس ودمج دروس أخرى". * * وحسب ممثل الوزارة، فالهدف من تدريس التاريخ هو "تكوين رجل الغد متحصنا ومتشبعا بقيم وطنه ومتفتحا على الآخر ومتفاعلا إيجابيا". * * وأضاف ذات المصدر "ما يُدرس في المتوسط والثانوي هو التاريخ الوظيفي وليس الأكاديمي وهو ذو بُعد وظيفي". وعن التغيير الذي مسّ منهاج التاريخ في المنظومة التربوية الذي سيدخل حيّز التنفيذ في الدخول المدرسي القادم، قال المفتش وممثل الوزارة بلوذنين "في المحتوى المعرف ليس هناك تغيير ولكن في طريقة التدريس والهدف، مما يُدرس فمواضيع الثورة الجزائرية والحرب العالمية والاستعمار كلها مواضيع كانت موجودة ولكن الجديد هو طريقة الطرح، فنتائج الاستعمار لا نقدمها للتلميذ، بل سيستنتجها". * * وأكد المفتشون المشاركون في الجامعة والقادمون من مختلف الولايات الذين دردشت معهم الشروق، أن ثقل وتكرار بعض المواضيع طرحت مطولا في المنهاج، وتصحيحها مهم من الجانب البيداغوجي، واعتماد المقاربة بالكفاءات هي التي ستجعل من مادة التاريخ التي طالما تململ منها التلاميذ مادة حيوية وتمكنهم من ترجمة معارفها إلى سلوكات. الأمر هذا، أكده ممثل الوزارة المفتش بلوذنين "هذه المقاربة تُمكن التلميذ من التفكير الواعي واتخاذ المواقف المناسبة حتى لا يكون سجين الدعاية والأكاذيب"! * * هذا وستتواصل الجامعة الصيفية إلى يوم 22 جويلية، حيث سيتلقى المفتشون من مختلف جهات الوطن شروحات حول المنهاج الجديد "المخفف"، كما سيتناقشون رفقة أعضاء لجان التحقيق حول مختلف النقاط العالقة مثل الأخطاء المسجلة في البرنامج وغيرها من المشاكل التي تصادف مدرسي هذه المادة الحساسة سياسيا وبيداغوجيا!؟ مثلما قال المفتشون أنفسهم للشروق.