كانت ''الحوار'' قد طرحت العام المنصرم سؤالا على وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد، حول مسألة برمجة دروس تاريخ الجزائر في المنظومة التربوية، وتحديدا في مرحلة التعليم الثانوي والقسم النهائي بعد أن أدرج في الفصل الثالث، بيد أن وزير التربية الوطنية أكد ردا على سؤال ''الحوار'' أن أمر برمجة دروس أي مادة بما فيها مادة التاريخ ''خارج صلاحياته، وإنما هي من صلاحيات أعضاء لجنة البرامج وأنه لا دخل له في تقديم هذا الدرس أو تأخير ذاك''. سؤالنا تجدد هذه السنة مصادفة مع الذكرى ال47 لاستقلال الجزائر، تجدد مع انتقادات بعض أساتذة التعليم الثانوي لتدريس مادة التاريخ، حيث لم يخفوا استغرابهم لتأخير دروس التاريخ الجزائر وإدراجها ضمن الدروس المبرمجة في الفصل الثالث، معتبرين هذه البرمجة وتقديم الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة تزكية لها على حساب دروس تاريخ الجزائر، وأن هذه الطريقة في البرمجة لا يمكنها تغذية الروح الوطنية التي تنشدها الجهات المعنية لدى التلاميذ على اعتبارهم يهملونها أثناء المراجعة لأنها جاءت في المصف الأخير. وأبرز الأستاذ ''محمد.ب'' أن برمجة دروس تاريخ الجزائر في الفصل الثالث لن يسمح بتنمية الروح الوطنية، لأن التلميذ في الثالثة ثانوي يبحث عن كسب علامات عالية حتى ينجح في امتحان البكالوريا، وهو إذا ما راجع دروسه فإنه يراجع وينصب اهتمامه بالدروس الأولى المبرمجة في الفصل الأول والثاني''، ليضيف ''تأخير الدروس يفقد التلميذ روح الانتباه إلى حفظها من منطلق أنها لن تدرج ضمن مواضيع امتحانات البكالوريا''. ويؤكد عبد الرزاق صالحي أستاذ مادة التاريخ في القسم النهائي أن الإشكالية القائمة حول تعريف التلميذ بتاريخ الجزائر مرتبط بضيق الحجم الساعي، لاسيما للفرع العلمي، حيث لم تخصص لهم إلا ساعة واحدة في الأسبوع، مع أن برنامج تاريخ الجزائر طويل، ملحا في هذا السياق على وجوب تقديم دروس تاريخ الجزائر وإدراجها في مقدمة الدروس، ويبرز الأستاذ ل'' الحوار'' ''أن مشكل تدريس تاريخ الجزائر في الثانوية مرتبط ارتباطا وطيدا بالحجم الساعي القليل، بالنظر لكثرة الأحداث التاريخية الوطنية، وعلى هذا أعتقد أن الحركة الوطنية لم يعط لها حقها، كما أن التلميذ لم يسمح له بالحظي بالمعلومات وكذا استيعابها''. بدوره أكد الأستاذ نوار العربي أن تدريس تاريخ الجزائر مهم، لأنه يوطد روابط الهوية الوطنية، ويبن نضال الشعب الجزائري، وأوجب الأستاذ نوار إدراج سؤال إجباري في امتحان البكالوريا، وأنه لا يجب أن يخلو أي امتحان من سؤال حول الثورة التحريرية، بهذا الطريقة حسبه من الممكن استدراك خطأ برمجة التاريخ في الفصل الثالث، وإلزام التلميذ بالاهتمام بالدروس التي تعنيه شخصيا، غير أن نوار العربي وجه اللوم لوزارة المجاهدين التي '' لا تقوم بدورها والملزمة بتنشيط ملتقيات وندوات على مدار أيام السنة، وليس فقط خلال الأعياد والمناسبات''.