واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء سحب عشرات الآليات والجرافات من قطاع غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار، فيما ذكرت مصادر إسرائيلية في وقت سابق أن الانسحاب الكامل من غزة سيكتمل قبل تنصيب باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة. واصل جيش الاحتلال سحب مزيد من قواته وآلياته العسكرية من داخل القطاع، في إطار انسحاب تدريجي يتوقع أن يكتمل بحلول مساء اليوم تزامنا مع تنصيب الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما. و قالت مصادر سياسية إسرائيلية أول أمس الاثنين أن إسرائيل تزمع استكمال انسحاب قواتها من غزة قبل تنصيب باراك اوباما فيما يرى محللون في الخطوة الإسرائيلية انه محاولة لتجنب أي توتر مع الرئيس الأمريكي الجديد، ويقول مراقبون إن إسرائيل تبدو الآن وقد عادت للعب دور بإعلانها وقف إطلاق النار من جانب واحد بعد قتل المئات من الأطفال والنساء بحيث يمكن للرئيس الأمريكي المنتخب أوباما أن يبتسم خلال مراسيم توليه منصب الرئاسة في الولاياتالمتحدة. ورغم الانسحاب من داخل غزة فإن الجيش الإسرائيلي سينشر في أماكن سماها مواقع مفصلية وحدات نظامية على امتداد الحدود مع القطاع تحسباً لأي تصعيد جديد من جانب عناصر المقاومة الفلسطينية. ومع دخول وقف إطلاق النار يومه الثالث يزمع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زيارة قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' لكي يشاهد على الطبيعة الدمار الذي نجم عن الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 22 يوما، ويعد بان كي مون من اكبر الشخصيات الدولية التي تزور القطاع منذ أن أعلن كل من الكيان الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية حماس وقف إطلاق النار من جانب واحد وأنهى الفلسطينيون إطلاق الصواريخ عبر الحدود، وقال مسؤولون إسرائيليون ان بان الذي يقوم بمهمة سلام في الشرق الأوسط سيزور أيضا جنوب إسرائيل، وغادر مزيد من القوات الإسرائيلية قطاع غزة وقالت مصادر سياسية إسرائيلية ان كل القوات ستكون قد انسحبت قبل ان يؤدي اوباما اليمين القانونية في الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش. ويحرص زعماء العالم على ترسيخ التهدئة وتجنب مزيد من اراقة الدماء في غزة حيث قتل أكثر من 1330 فلسطيني في الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية التي بدأت يوم 27 ديسمبر بهدف معلن هو إنهاء الهجمات الصاروخية. يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود ولمرت أعلن أن المهمة أنجزت، وكان تساحي هنجبي وهو حليف لأولمرت ونائب بالكنيست ''لقد خلقنا معادلة جديدة بموجبها لم تعد ''الصواريخ'' فقط تمثل استفزازا ضد إسرائيل وإنما أيضا عملية إعادة التسليح سينظر إليها على أنها حافز لعملية ''عسكرية إسرائيلية"". أمريكا تبقى أمريكا ولا يمكن للرئيس التفرد بالحكم نتتنياهو يزعم: أوباما يتفهم يأس الإسرائيليين وضراوة أعدائهم قال زعيم المعارضة اليمينية في إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي ترجح استطلاعات الرأي ان يكون رئيس الوزراء المقبل، أن الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما يتفهم يأس الإسرائيليين. وأضاف نتانياهو لإذاعة الجيش الإسرائيلي قبل ساعات من تنصيب اوباما رسميا في واشنطن، تشكل لدي الانطباع بان باراك اوباما يتفهم جيدا يأسنا وضراوة الأعداء الذين نقاتلهم. ويشير زعيم الليكود اكبر أحزاب المعارضة اليمينية، بكلامه هذا الى حركة المقاومة الإسلامية حماس. ولفت نتانياهو إلى ان اوباما يفهم أيضا المخاطر الناتجة عن حيازة إيران سلاحا نوويا. وتشير آخر استطلاعات الرأي الى ان نتانياهو هو الأوفر حظا لتولي رئاسة الحكومة بعد الانتخابات التشريعية المقررة في العاشر من فيفري، من جهته أعلن الرئيس شيمون بيريز للإذاعة انه لا يتخوف من احتمال حوار بين الولاياتالمتحدة وحماس أو إيران، واعتقد بيريز ان مثل هذه الاتصالات لن تثمر لان أهداف كل من الطرفين مختلفة، قائلا: اوباما يريد البناء وهم يريدون التدمير اوباما يريد السلام وهم يريدون الحرب، ورأى ان الرئيس الأمريكي المنتخب لا ينوي الموافقة على التحاور بشكل أعمى، فقد فرض شرطا هو ان تبدل حماس وايران سلوكهما. ولفت إلى انه بعد وصول اوباما إلى السلطة، فان أمريكا تبقى أمريكا ولا يمكن للرئيس التفرد بالحكم.