امتعض الوزير الأول أحمد أويحيى من سؤال وجه له من طرف صحفيين مفاده الدخول في ''تحضير انتخابات رئاسية مغلقة''، وفي جو''لا تنافسي'' بعدما لم يبد أي من الأسماء التي يطلق عليها ب''الأوزان الثقلية '' نية دخول السباق، لاسيما رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي، وعبد الله جاب الله كمرشح للتيارالإسلامي، وقال ذات المسؤول في صيغة استفهام متوجها إلى الشخصيتين السياسيتين المذكورتين ''من منعهم من الترشح؟ ''، مستحضرا في هذا المقام باستهزاء مثلا شعبيا واسع الاستعمال عبر مختلف جهات الوطن مفاده '' اللي خانو سعدو يقول بيا سحور". من يريد الترشح فليتفضل و من لديه مشاكل مع نفسه فلا حجة له وأضاف أويحيى متوجها إلى سعيد سعدي وجاب الله دون أن يذكرهما بالاسم في رده على أسئلة طرحت عليه على هامش حضوره، أمس، بقاعة المقار بالعاصمة، ليوم برلماني حول مسار المصالحة الوطنية نظمته هيئة التنسيق البرلمانية للتحالف الرئاسي، أضاف ''من يريد الترشح فليتفضل، أما من لديه مشاكل مع نفسه فلا يملك أي حجة". وفي رده على سؤال آخر حول ما إذا كانت السلطات تنوي إطلاق إجراءات جديدة لفائدة الفئات التي لم يمسها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، على غرار المتضررين اقتصاديا من الأزمة ومعتقلي الجنوب، والباتريوت.. استكمالا للمسار، أكد أويحيى إن ''الإجراءات التي جاء بها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية لم تأت هكذا وإنما صوت عليها الشعب الجزائري في استفتاء شعبي''، ويقصد ذلك المنظم في 29 سبتمبر ,2005 وصوت فيه الجزائريون بنسبة 99 بالمائة لصالح ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وربط أويحيى في هذا الصدد أي إجراء جديد استكمالا لمسار المصالحة الوطنية ب ''إقرار تنظيم استفتاء شعبي آخر في المستقبل''، وهو ما لم تعتزم السلطة أو على الأقل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على القيام به في الوقت الحالي، إلا أن ذلك غير مستبعد مستقبلا. وفي تقييمه لمسار المصالحة في الجزائر بصورة عامة، قال أويحيى إنه ''إذا كان الأمر يتعلق بالجانب الخاص بالملفات فنقول أن التقييم إيجابي، أما إذا كان الأمر يخص المصالحة كروح فمازال المسار طويلا". وفي الشق المتعلق بتفاقم ظاهرة الحراقة، شدد أويحيي قائلا ''حقيقة هناك مشاكل اجتماعية كثيرة، وهناك دائما بطالة رغم مسار التنمية المنتهج ''، إلا أنه استغرب سر قبول الشباب ما أسماه ب ''العبودية''، ويقصد العمل في أي مهنة كانت في البلدان الأوروبية وعدم البقاء في وطنهم، معتبرا إن ''المشكل ليس اجتماعيا بقدر كونه مشكل أمل". ودعا أويحيى هنا إلى ''ضرورة إعادة بعث الأمل في نفوس شبابنا''، خاصة وأن هذه الفئة على حد قوله ''يشكلون نسبة معتبرة من مجتمعنا''، ومعالجة معضلة ''الحراقة'' بالنسبة للوزيرالأول تكمن في البحث عن ''المصدر الذي أنتج هذا الشعوربالتشاؤم إلى هذا الحد''، حيث يغامر الشباب بنفسه في البحرمن أجل الوصول إلى الضفة الأخرى، معتبرا أن ''هذه المسألة تعني الدولة كدولة ككل''، وتكشف حقيقة أن ''المجتمع يسيروفقا لقانون الغاب، بعدما تلقى ضربات عديدة''، مما يعني حسبه إن معالجة ظاهرة الحراقة ''لن يكون بإقرار إجراءات خفيفة فقط، وإنما يستدعي معالجة معمقة".