قبل أقل من خمسة أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية، تشهد بورصة المترشحين دخول العديد من الأسماء التي أبدت عن رغبتها في الترشح ودخول غمار هذا الاستحقاق الانتخابي الهام، وهي كلها من الشخصيات الحزبية، في حين تبقى بعض الأسماء الأخرى المدرجة في خانة المستقلة تلتزم الصمت خاصة من التيار الإسلامي الذي يبقى بلا فارس لحد الآن رغم الحركية والوتيرة المتسارعة التي يعرفها الملف منذ التعديل الدستوري الجزئي الذي صادق عليه البرلمان مؤخرا. ويبقى الملاحظ على نوعية الأسماء التي أكدت أو لمحت إلى الترشح في هذا الاستحقاق محصورة لحد الساعة في ثلاثة شخصيات حزبية يتعلق الأمر بموسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، ولويزة حنون زعيمة حزب العمال، وسعيد سعدي رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية رغم عدم تأكيده لذلك صراحة، وإن كان تواتي سيدخل لأول مرة فإن حنون وسعدي خاضا غمار الرئاسيات الفارطة. وفي الوقت الذي اتضحت فيه هوية ثلاثة فرسان، من المنتظر أن يجتازوا امتحان التوقيعات بسهولة، تبقى الخصوصية هذه المرة في الإسلاميين الذي بقوا بدون فارس لحد الساعة، رغم تعود الرئيس السابق للإصلاح عبد الله جاب الله على عدم تفويت الفرصة في الترشح وهو الذي دأب على دخول الرئاسيات منذ 1999 . ورغم التلميحات التي تصدر عن حركتا الإصلاح والنهضة بشان نيتهما في ترشيح أحد الوجوه من صفوفهما أو الدخول بمرشح مشترك، يبقى صف الإسلاميين مشتتا وبدون هوية ولا فارس، لاسيما بعد دعم قطاع هام منه للرئيس بوتفليقة ممثلا في حركة مجتمع السلم، وهذا حتى بعد طرح الجناح المعارض في حمس لاسم وزير الصناعة الأسبق عبد المجيد مناصرة ليكون بمثابة مرشح الإسلاميين خلال انتخابات الثامن أفريل المقبل، إذ ظل يلتزم الصمت رغم أنه قادر على تجاوز عقبة التوقيعات نظرا للشعبية التي يحظى بها لدى قواعد حزبه على اعتبار أنه بات يمثل الوجه الرمزي للمعارضة داخل حمس. ويفسر العديد من المراقبين صمت مناصرة على أنه يريد المراقبة عن بعد، خاصة فيما ستفضي إليه مجريات الأحداث داخل حمس من جهة والتخوف من دخول أسماء ثقيلة من الإسلاميين في آخر لحظة من جهة أخرى على غرار جاب الله الذي سيخلط دخوله جميع الحسابات، وهو نفس التخوف الذي يدفع رئيسا النهضة والإصلاح على الاكتفاء بالتلميح لهذه النقطة، لأنه من المؤكد في حالة دخول جاب الله ستلجأ إلى خيار دعم أحد المرشحين وسيكون الرئيس بوتفيلقة المنتظر دخوله كمرشح إجماع في أفضل رواق على غرار ما فعلت النهضة في 1999 و2004 . وموازاة مع الحركية التي أحدثتها أحزاب التحالف الرئاسي بترسانتها الانتخابية والنضالية، عبر القواعد التي بدأت في التحرك لمباشرة حملة دعوة رئيس الجمهورية للترشح لعهدة رئاسية ثالثة، يصر العديد من المتتبعين على أن بورصة المترشحين ستشهد خلال الأيام المقبلة العديد من الأسماء التي تفضل الدخول في آخر لحظة، ستكون من الشخصيات المستقلة، وان ما يجري الآن هو بمثابة الهدوء الذي سيسبق العاصفة لأن حرب المواقع والحسابات ستشتد أكثر مستقبلا.