كشفت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية أن جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأمريكي باراك اوباما لشؤون الشرق الأوسط واجه مشهدا قاتما فى جولته بالمنطقة، مشيرة إلى أن أوباما أقر بالفعل بأن التوصل إلى اتفاق إسرائيلي فلسطيني حول تسوية دولتين ليس هدفا واقعيا في الوقت الراهن، على حد قوله. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسة إن الرئيس أوباما أقر بالفعل بأن التوصل إلى اتفاق إسرائيلي فلسطيني حول تسوية دولتين ليس هدفا واقعيا في الوقت الراهن وتحدث بدلا من ذلك عن فترة زمنية ''يمكن فيها بناء الثقة '' بحسب تعبيره، وأضافت الصحيفة الصراع بين إسرائيل وحماس ما زال محتدما ولم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار وأن الزعماء الفلسطينيين ''المعتدلين'' وحلفاء الولاياتالمتحدة بالمنطقة غاضبون بشأن الخسائر البشرية الكبيرة والأزمة الإنسانية المستمرة في غزة. وأشارت الصحيفة تحت عنوان ''السيد ميتشيل في الشرق الأوسط'' إلى أن إسرائيل تنجرف مع ذلك إلى اليمين وأن الزعيم في عمليات الاقتراع الخاصة بالانتخابات التي ستجري في العاشر من شهر فيفري هو بنيامين نتنياهو الذي يؤيد إرجاء تسوية سلام إسرائيلية فلسطينية إلى أجل غير مسمى ويتعهد ''بإنهاء العمل'' في غزة ، وقالت الصحيفة إنه حتى في الوقت الذي تبني فيه إدارة اوباما الثقة إلا أنها تحتاج إلى إظهار أن الولاياتالمتحدة ما زالت ملتزمة بدولة فلسطينية منفصلة ومواجهة الذين يعملون ضدها وأن ذلك يعني السعي لضرب العلاقات بين حماس وإيران في الوقت الذي تدفع فيه الإدارة الأمريكية حماس إلى التصالح مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والسماح بمفاوضات مع إسرائيل وأن ذلك يعني أيضا مراقبة توسيع إسرائيل المتواصل للمستوطنات في الضفة الغربية وهي الممارسة التي تهدد بجعل حل الدولتين أمرا مستحيل التنفيذ. وأشارت الصحيفة إلى أن ''ميتشل يتفهم الأهمية السياسية والعملية للمستوطنات وانه خلص قبل ثماني سنوات عندما كان يرأس لجنة دولية لبحث الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بأن توسيع المستوطنات يقوض ثقة الفلسطينيين في رغبة إسرائيل في التفاوض بشأن دولة فلسطينية قابلة للحياة". وقالت الصحيفة إن ''ميتشيل كان قد اقترح تجميد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربيةوغزة وهو ما صادقت عليه إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ولكن بوش لم يحاول أبدا الحصول على امتثال إسرائيل حتى مع التزاماتها الشخصية، وأضافت الصحيفة أنه ''بتحميل الحكومة الإسرائيلية القادمة مسؤولية مشددة فإن إدارة أوباما قد تبعث برسالة قوية إلى الفلسطينيين والدول العربية حول التزامها بشأن اتفاق، وفي نفس الوقت توفر مكانا لتحقيقه". جدير بالذكر أن حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنبا إلى جنب كان ضمن وعود الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، إلا انه تراجع ولم يلتزم بها.