تفتقر بلدية أقبو ثاني أكبر بلدية بولاية بجاية، الى مصح عقلي رغم وجود حالات كثيرة تحتاج للعلاج في مثل هذه الاماكن بحيث تجد معظم المختلين عقليا يتجولون في الشوارع وهم عرضة لهذه الظروف المناخية القاسية التي تنهش اجسادهم شبه العارية وقد صار البعض منهم يشكل خطرا على العامة دون التفاتة من السلطات التي غضت البصر عنهم وكانهم خلقوا ليكونوا في الشارع. وتقربنا من احد المختصين في الامراض العقلية الذي اكد لنا ان هناك حالات كثيرة تتطلب البقاء داخل المصحة حيث يتم توجيهها الى مستشفى فرانس فانون ببجاية والذي يضم 16 سريرا فقط و5 منهم للنساء والتي تكون مشغولة في معظم الاحيان. وفي جولة لنا في الشارع صدمنا بواقع مزر لامراة تتجول في ثياب رثة وفي مثل هذا الطقس القاسي منظر تقشعر له الابدان لا احد ياويها وحتى عائلتها لم تتمكن من حبسها في البيت وصادفنا ايضا مختلا اخر يثور احيانا حيث يقوم بنزع ثيابه ويتجول في الشارع وعوض ستره يقوم بعض الشباب بتصويره بهواتفهم النقالة وكانه مسرح متنقل لا بشر يحتاج الى الحفظ والصيانة وكان اخر يتلفظ بابشع الكلمات واقبحها مخلا بالاداب العامة وكان السكان يطاطئون رؤوسهم لثقل تلك العبارات في حين كان البعض الاخر منهم يغادر المكان خجلا متخليا عما كان هناك لاجله اما امراة اخرى فكانت تعتدي على المارة واصحاب السيارات فتخرب ما تجده في طريقها. امثلة هؤلاء كثيرة في مدينة اقبو لكن هل من حل يحفظ كرامة هؤلاء ويصون شرفهم الضائع بين الشوارع دون علم منهم وينقذهم من الذئاب البشرية التي تتحين الفرص لايذائهم ولو بالسخرية منهم. هذا وأكدت بعض مصادر محلية، ان استفحال الظاهرة مؤكدا أن التقصير لحد الساعة على مستوى أسر وعائلات هؤلاء المرضى لأنها من المفروض تتواصل مع مصالح البلدية عبر تقديم ملف طبي كامل يحدد وضعية المريض من أجل التكفل به وأخذه إلى المؤسسات الاستشفائية للمختلين عقليا بولاية تيزي وزو لأن أي تدخل للبلدية في ذلك دون الارتكاز على ملف طبي قد يعرضها لمشاكل قانونية لا حصر لها مع عائلات المرضى في حال حدوث أي مكروه لهم. لذا تطالب المصالح البلدية من عائلات هؤلاء المختلين عقليا بضرورة التنسيق مع البلدية ورؤساء الأحياء من أجل أولا حماية هؤلاء المرضى لأنهم قبل كل شيء أبناؤنا وإخواننا ومن واجبنا تقديم الحماية والرعاية اللازمة لهم ومن جانب أخر حماية المجتمع من التصرفات الطائشة التي تصدر عن بعضهم. وحسب مصدر عليم فإن أغلبية هؤلاء المرضى هم من خارج الولاية بعدما قام ذويهم بالتخلص منهم بمداخل المدينة من دون رحمة ثم الاختفاء والعودة من حيث أتوا تاركين أبناءهم المرضى يهيمون على وجوههم بمدن بجاية. كما تستمر معاناة أهالي المرضى الخاضعين للعلاج بمستشفى "واد عيسي" بتنقلاتهم كل أسبوعين لزيارة مرضاهم وهو ما يكلفهم كثيرا ويبقى دوما أملهم الكبير في المسؤول الأول عن ولاية بجاية لتسجيل مشروع بناء مستشفى للأمراض العقلية في أقرب الآجال.