أفادت مصادر في شعبة الإعلام الحربي التابع لقوات حكومة الوفاق الوطني الليبية إن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر خرقت وقف إطلاق النار واستهدفت مواقع لقوات الحكومة في محور صلاح الدين بقذائف هاون عشوائية. من جانبها، ادعت قوات حفتر أن قوات حكومة الوفاق هي التي خرقت الهدنة، وقال المبروك الغزوي آمر عمليات المنطقة الغربية بقوات حفتر إن قوات الحكومة التي وصفها بالمليشيات خرقت الهدنة في أكثر من محور بكل أنواع الأسلحة بما فيها المدفعية، قائلا إن قواته ما زالت ملتزمة بالهدنة وفي انتظار أي تعليمات جديدة. وأورد موقع “بوابة أفريقيا” الإخباري أن اشتباكات عنيفة تدور قرب خزانات النفط في طريق المطار ومحور صلاح الدين جنوبي طرابلس. وكان أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر، قد أعلن وقفا لإطلاق النار في المنطقة الغربية من ليبيا تطبيقا للدعوة التي وجهها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول قبل أيام. وقال المسماري، إن قواته تعلن عن وقف إطلاق النار بشرط أن يلتزم الطرف المقابل به في هذا التوقيت، مشددا على أن الرد سيكون قاسيا على أي خرق لهذه الهدنة. من جانبه، رحب رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج بوقف إطلاق النار، شريطة أن تكون مقرونة بتراجع قوات حفتر عن طرابلس. وصرح السراج عقب محادثات أمس، مع نظيره الإيطالي جوزيبي كونتي في روما بأن الشرط لإبرام الهدنة هو “انسحاب المهاجم الذي لا يبدو مستعدا لأن لديه طريقة عمل أخرى”. وقد رحبت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بإعلان وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية “من قبل الأطراف في ليبيا”، حسب تغريدة لها عبر موقع تويتر. وناشدت البعثة كافة الأطراف الالتزام التام بوقف إطلاق النار وإفساح المجال أمام الجهود السلمية لمعالجة جميع الخلافات عبر حوار ليبي. كما عبرت عن استعدادها التام “لمؤازرة الليبيين وتسخير كل إمكانياتها لمساعدتهم في إيجاد حل سلمي ونهائي للأزمة الليبية”. وكان الرئيسان الروسي والتركي قد دعوَا الأربعاء الماضي في بيان مشترك عقب اجتماعهما بإسطنبول، إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا. وفي وقت سابق، قال الرئيس الروسي، في مؤتمر صحفي عقب مباحثات أمس، بموسكو مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن الوقت حان لعقد محادثات السلام بشأن ليبيا في برلين. من جانبها، ذكرت السفارة الأميركية في طرابلس أن وفدا من كبار المسؤولين الأميركيين التقى بشكل منفصل، وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، واللواء المتقاعد خليفة حفتر في روما يوم 9 جانفي الجاري. على الصعيد نفسه، أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي على أهمية التنسيق أوروبيًّا بشأن الأوضاع في ليبيا. ودعت روما إلى تسريع الجهود لعقد مؤتمر دولي تعتزم برلين استضافته. واستضافت القاهرة الأربعاء الماضي اجتماعًا لوزراء خارجية كل من مصر وفرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص الرومية لبحث المستجدت في ليبيا. وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو لم يوقع على البيان الختامي للاجتماع، ووصفه بأنه غير متوازن للغاية تجاه تركيا والسراج. وعلى الصعيد نفسه قال دي مايو أمس، إن تركيا وروسيا وإيطاليا اتفقتا على الجلوس حول الطاولة والعمل من أجل ليبيا.