أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، أنّه يعتزم الكشف عن خطّته للسلام في الشرق الأوسط المنتظرة منذ أمد بعيد، قبل الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى واشنطن، الثلاثاء. قال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية قبيل هبوطها في فلوريدا «على الأرجح سننشرها قبل ذلك بقليل»، مضيفاً «إنّها خطة ممتازة»، علماً بأنّ الفلسطينيين الذين لم تتم دعوتهم إلى الاجتماع المقرّر بين ترامب ونتانياهو في البيت الأبيض سارعوا إلى تأكيد رفضهم لهذه الخطة. في وقت سابق دعا نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى زيارة واشنطن، الأسبوع المقبل، لمناقشة خطة الولاياتالمتحدة للسلام في الشرق الأوسط.. بعد ذلك بقليل كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن التقارير المتداولة عن تفاصيل أو توقيت خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط غير صحيحة. من جهته، عبر نتانياهو عن امتنانه للدعوة الأمريكية. لطالما تباهى ترامب بأنه أكثر رؤساء الولاياتالمتحدة تأييدا لإسرائيل. كان مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن في وقت سابق أن الأخير يستعد للإعلان عن خطة السلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها. أضاف بنس، أن «ترامب سيطلع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة بيني غانتس في واشنطن على الخطة»، ويتوقع أن يتم الكشف عنها في مارس المقبل قبل الانتخابات الإسرائيلية. من جانبه، عقب وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت على الدعوة بالقول: «لن نعيد أية أراض لإقامة دولة فلسطينية»، فيما أشار وزراء اليمين الإسرائيلي إلى أنه، في حال شملت صفقة القرن إقامة دولة فلسطينية فإنهم سيرفضونها. أوضحت مصادر إعلامية إسرائيلية، أن «نتنياهو سيطلع على الخطة السياسية الأفضل التي عرضت على إسرائيل، وأنها تشمل إزاحة جدية للحدود، وفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة، وفي حال رفض الطرف الفلسطيني للصفقة وفشل المفاوضات بين الطرفين لإقامة دولة فلسطينية، فإنه سيكون من حق إسرائيل ضم كل مستوطنات الضفة». السلطة تحذّر من جانبها، حذّرت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأمريكية، مساء الخميس، من أي خطوة تخالف الشرعية الدولية قبيل طرح خطتها للسلام مع إسرائيل. أكد الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، على الرفض الفلسطيني القاطع للقرارات الأمريكية التي جرى إعلانها بشأن القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، إلى جانب جملة القرارات الأمريكية المخالفة للقانون الدولي. جدد أبو ردينة «التأكيد على موقفنا الثابت الداعي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية». قال إنه «إذا ما تم الإعلان عن هذه الصفقة بهذه الصيغ المرفوضة، فستعلن القيادة عن سلسلة إجراءات نحافظ فيها على حقوقنا الشرعية، وسنطالب إسرائيل بتحمل مسؤولياتها كاملة كسلطة احتلال»، مضيفا «نحذر إسرائيل والإدارة الأمريكية من تجاوز الخطوط الحمراء». يقاطع الفلسطينيون الإدارة الأمريكية منذ إعلان ترامب، نهاية عام 2017، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إلى المدينة، بعد ذلك بأشهر، ويرفضون «صفقة القرن» ويعتبرونها أحادية الجانب. أوقفت إدارة ترامب مساعدات بمئات ملايين الدولارات كانت تُقدّم للفلسطينيين، وقطعت تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). يرى ترامب أن إنهاء الصراع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يمر عبر الاقتصاد وتشجيع الاستثمارات. حماس: حقوقنا خطّ أحمر قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، الخميس، إن «أي خطة أمريكية أو مشروع تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني لن تمر»، في اشارة الى ما يطلق عليه اعلاميا ب «صفقة القرن» التي كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، عن قرب طرحها على الملأ ونشر تفاصيلها. قال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، إن «الشعب الفلسطيني هو الذي سيحدد مصيره بنفسه عبر ثورته المستمرة ونضاله المشروع وإيمانه المطلق بعدالة قضيته، وقدرته على التضحية حتى انتزاع حريته وطرد المحتل.