أكد الخبير الأمني والمراقب الدولي السابق في بعثة الأممالمتحدة للسلام، أحمد كروش، في اتصال مع "الاتحاد"، أن التصعيد والتوتر بين المغرب وجبهة البوليساريو خلال الأسبوعين الماضيين، جاء نتيجة نقض المغرب بوعوده والاتفاقات التي عقدها مع جبهة البوليساريو ومع الأممالمتحدة، من أجل إجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، حيث يرى كروش أن الأمور في الصحراء الغربية بعد اعتداء المغرب تسير نحو التصعيد، مشيرا بأن الوضع الحالي هو حربي بامتياز. وعن السيناريوهات المحتملة للوضع الذي تعيشه الصحراء الغربية، قال أحمد كروش أن المستقبل سيكون للشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو، موضحا "لأنه لو قمنا بمقارنة بسيطة بين ما وقع في السبعينات وما وقع في الثمانينات أين خرجت البوليساريو من استعمار دام أكثر قرن وهو الاستعمار الاسباني، لتجد نفسها تحت الغزو المغربي والموريتاني، لكن نضال الشعب الصحراوي وشراسة مقاتليه اضطر المملكة المغربية على أساس أن تعترف بحق الشعب الصحراوي أن يقرر مصيره"، مضيفا أنه تتواصل تداعيات أزمة منطقة الكر كرات في الصحراء الغربية، منذ إعلان جبهة البوليساريو إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب. وقال كروش أنه كان من المفروض إجراء الاستفتاء بعد عام من توقيع المعاهدة الموقعة بين المغرب وجبهة البوليساريو برعاية الأممالمتحدة التي ستشرف بعثها على الاستفتاء والتي جاءت بالفعل واستقرت في الصحراء الغربية، ولكن الرباط بقيت تماطل في إجراء الاستفتاء على مدى ثلاث عقود. أوضح المتحدث ذاته، أنه مضى على المعاهدة 29 عاما، ومازالت المملكة المغربية تريد المماطلة حتى إخراج المعاهدة عن سياقها التاريخي الذي وجدت من أجله، وأكد أن جبهة البوليساريو والشعب الصحراوي ضاق ذرعا بهذه المماطلات وكذلك من الاختراقات التي كانت تقوم بها المملكة المغربية، واتهم المغرب باستعمار الصحراء الغربية، موضحا أن المملكة المغربية قامت ببناء جدار عازل طوله أكثر من 1720كيلومتر فيه حوالي 10 ملايين لغم، وشائكات، وعزلت بها الشعب الصحراوي، حيث أصبح يرى نفسه مؤمن بهذه الطريقة علاوة أنه أخذ الأماكن التي فيها المعادن والثروات باطنية وحتى السمكية وغيرها. وأضاف الخبير الأمني أن البقاء على الوضع الحالي يخدم المغرب لأقصى الحدود، وهو ما دفع المواطنين الصحراويين إلى التحرك للفت الأممالمتحدة والمجتمع الدولي وإخراج بعثة الأممالمتحدة لمسارها، حيث قال "لابد من إدراج عملية الاستفتاء في مسارها "، وأصبح يتكلم فقط عن الحكم الذاتي، مصيفا "ولابد أن يتحرك الشعب الصحراوي، حيث مر عليه 29 سنة وهو ينتظر"، مشيرا أن المغرب فتح ثغرة غير شرعية في منطقة الكركرات لتسويق سلعه بما فيها المخدرات، حيث أن المغرب المستفيد الوحيد أن بقي الوضع على حاله. وقال أحمد كروش أن جبهة البوليساريو أعلنت وقف السلم لإطلاق النار حيث أرجعت العجلة إلى ما قبل سبتمبر 1991، أي قبل اتفاق وقف أطلاق النار مع الأممالمتحدة، مشيرا أن جبهة البوليساريو تصدر بيانات على أساسا أنها تدق مواقع الجيش المغربي على الحدود ، حيث يرى أنه ولأول في التاريخ العسكري نجد أحد طرفي النزاع يصرح أمام الملء والأممالمتحدة والمجتمع الدولي، ويعلم أن هذه المنطقة هي منطقة حرب ويحذر منها المجتمع الدولي، موضحا انه في العلوم العسكرية هي ظاهرة جديدة، خصوصا أن يتكتم عن هذه الضربات ويتحملها ولا يستطيع مصارحة شعبه أن المناطق القوات المحتلة تتعرض لضربات. هذا وأوضح المراقب الدولي السابق في بعثة الأممالمتحدة للسلام، أن المنطقة أمام عدة سيناريوهات، لكن جبهة البوليساريو مصممة على الاستقلال، حيث أن الشعب الصحراوي غير راضي عن التماطلات ومستعد للدفاع عن أرضه المحتلة، متابعا "وهو ما التمسناه من خلال طوابير أمام وزارة الدفاع الصحراوية، أين الشباب جاؤوا للتطوع في صفوف الجيش التحرير الصحراوي"، مشيرا أن النصر آت لا محالة للشعب الصحراوي والمستقبل للبوليساريو، لأنهم أصحاب قضية، ولا بد من حصولهم على حقهم.