قال خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الثلاثاء، إن الوضع الفلسطيني الداخلي بحاجة إلى أن "ينتفض على نفسه"، حتى يمنع الإضرار بقضيته. جاء ذلك خلال ندوة إلكترونية، بمناسبة الذكرى ال33 لتأسيس "حماس"، وهي حركة مقاومة فلسطينية بمرجعية إسلامية، انطلقت عام 1987، وتتخذ من تحرير فلسطين كاملة هدفها لها، وتتبنى خيار الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي. ودعا مشعل إلى تشكيل "قيادة وطنية فلسطينية تُجدد شرعيتها، وتُعبّر عن المجموع الوطني، ولديها استعداد للمغامرة المحسوبة ودفع الثمن". وقال إنه توجد حالة من "الضعف والتراجع" تعتري الوضع الفلسطيني، مرجعا ذلك إلى ترهل المؤسسات القيادية، وفقدان شرعيتها، وتقويض المقاومة، والانقسام الداخلي، والتنسيق الأمني مع إسرائيل (من قبل السلطة الفلسطينية). وشدد على ضرورة المراهنة على الشعب وطاقاته ومقاومته، وليس على الأوهام والوعود. ومنذ صيف 2007، تسود الساحة الفلسطينية حالة انقسام، لا سيما بين حركتي "حماس" والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بزعامة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وحثّ على توحيد الصف الفلسطيني، وإنهاء حالة الانقسام، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية، والاشتباك مع إسرائيل من خلال المقاومة الشاملة. وقال مشعل إن "الوحدة الوطنية خيار إجباري، والخلاف السياسي لا يعني القطيعة ولا الانقسام". وحول موجة التطبيع العربي مع إسرائيل، رأى مشعل أن المطبعين "اقترفوا خطأ سياسيا وقوميا وأخلاقيا، وإن تحقق أي نجاح لهم من وراء ذلك فسيكون مسموما". ومنذ منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، وقعت الإمارات والبحرين مع إسرائيل اتفاقيتين لتطبيع العلاقات، واتفقت السودان وإسرائيل على إقامة علاقات مشتركة، وتوافق المغرب وإسرائيل على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما. واتهم مشعل من يسعون إلى إقامة أحلاف مع إسرائيل من العرب بأنهم "يكذبون على شعوبهم، ويسعون لتدمير الأمن القومي العربي، ويتآمرون على القوى الحية في الأمة". وحذّر مشعل القوى الإسلامية والقومية العربية من منح الأنظمة غطاء لأخطائها في المساس بالقضية الفلسطينية عبر التطبيع، في إشارة على ما يبدو إلى حزب "العدالة والتنمية" (إسلامي)، قائد الائتلاف الحاكم في المغرب. وحول الإدارة الأمريكية المقبلة برئاسة جو بايدن، في 20 يناير/ كانون الثاني القادم، قال مشعل إن حماس "ستتعامل مع هذه المتغيرات بوعي وثبات". وأضاف أن الحركة "تستعد في الأشهر القادمة لاستحقاقها الانتخابي الداخلي، وتجديد المؤسسات الداخلية بحيوية؛ إيمانا بها بشرعية الانتخاب". وحول ما يتردد عن صفقة تبادل أسرى مرتقبة مع إسرائيل، نفى مشعل حدوث أي جديد في هذا الملف، واصفا ما يُصرح به المسؤولون الإسرائيليون بأنه ليس صحيحا. وشدد على أن أي صفقة تبادل "ستكون لتبادل أسرانا في سجون الاحتلال بالجنود (الإسرائيليين) الذين في قبضتنا، ولن نربطها بأي قضية إنسانية"، في إشارة إلى تداعيات جائحة "كورونا" على الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ صيف 2006.