ترأس السيد الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، صباح هذا اليوم الإثنين 05 أفريل 2021، أشغال الدورة الرابعة عشرة للمجلس التوجيهي للمدرسة العليا الحربية، طبقا لأحكام المرسوم الرئاسي المؤرخ في 26 سبتمبر 2005 المتضمن إحداث المدرسة العليا الحربية، بعد مراسم الاستقبال، وفي بداية أشغال الاجتماع، ألقى السيد الفريق كلمة أكد فيها على الأهمية التي توليها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لتكوين مورد بشري مؤهل، يتحلى بالمهنية والاحترافية، من أجل رفع التحديات المطروحة في ظل محيط جيوإستراتيجي غير مسبوق: "بالفعل، فإذا أخذنا بعين الإعتبار التحديات الجديدة، في محيط جيوإستراتيجي غير مسبوق، وتطور الأحداث الخطيرة التي شهدتها وتشهدها المنطقة الإقليمية، أصبح مطلب تكوين مورد بشري مؤهل، يتحلى بالمهنية والاحترافية، يمثل أحد أهم المنافذ، التي تمكن من رفع التحديات المعاصرة، على صعيد الدفاع والأمن الوطنيين. وعليه، نستطيع القول بأن جهاز التكوين في الجيش الوطني الشعبي، يجب أن نتعامل معه في إطار مقاربة ديناميكية، كنظام تطوري قابل للتحسن والإصلاح باستمرار، من حيث أهدافه وبرامجه ووسائله ومناهجه، حسب طبيعة السياق السائد، الذي لا يمكن إدراكه في بعده الحقيقي، إلا عن طريق اليقظة العالية والحرص الدائم. بناء على ذلك، وللإبقاء على هذه الديناميكية، ولتجسيد هذه الأهداف الهامة، يتعين على كافة المستويات القيادية، والمتدخلين في مسار التكوين على جميع الأصعدة، كل فيما يخصه، السهر على الحفاظ، خلال الدورة التكوينية 2020-2021، على المكتسبات المحققة في السنوات الماضية، مع العمل على التوجه أكثر نحو الإمتياز، بفضل إدخال التصحيحات المستمرة، في مجال تخطيط وتنفيذ وتقييم وإعادة تكييف أهداف التكوين". السيد الفريق أكد على ضرورة استغلال الرصيد المعرفي الثري والمتراكم، الذي تزخر به المدرسة العليا الحربية، للإسهام والمبادرة بدراسات استشرافية معمقة، حول قضايا استراتيجية مطروحة، سواء على الساحة الوطنية أو الإقليمية: "كما أود بهذه السانحة، أن أتطرق إلى قضية في غاية الأهمية، وهي ضرورة استغلال الرصيد المعرفي الثري والمتراكم، الذي تزخر به المدرسة العليا الحربية، بعد خمسة عشر سنة من إحداثها، للإسهام والمبادرة بدراسات استشرافية معمقة، حول قضايا استراتيجية مطروحة، سواء على الساحة الوطنية أو الإقليمية، بغية تقديم اقتراحات واقعية، وتوصيات ملموسة، من أجل المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة لهذه القضايا، بما يخدم المصلحة العليا للوطن، لكي تصبح هذه المدرسة المرموقة قوة اقتراح حقيقية (Une réelle force de proposition)، فضلا عن العمل على توجيه الدراسات والبحوث التي يقوم بها الضباط الدارسون، لمعالجة إشكاليات واقعية مطروحة على مستوى قوام المعركة، في المجالات التكتيكية والعملياتية والإستراتيجية، مما من شأنه إضفاء صفة التكامل بين المحك الميداني، ومجال البحوث والدراسات". بعدها تابع السيد الفريق عرضا شاملا قدمه قائد المدرسة، تضمن حصيلة الأهداف المجسدة منذ انعقاد الدورة السابقة للمجلس التوجيهي، وما هو مخطط للسنة التكوينية المقبلة 2021-2022، بعد ذلك استمع أعضاء المجلس التوجيهي إلى عروض تتعلق بمختلف جوانب التكوين بالمدرسة العليا الحربية، ومناقشتها وإثرائها وتقديم الاقتراحات الكفيلة بالرفع الدائم من مستوى التكوين العالي بهذه المدرسة. في الختام، قام السيد الفريق بزيارة بعض المرافق الإدارية والبيداغوجية والمنشآتية.