سيجتاز أزيد من 731 ألف مترشح، ابتداء من يوم غد الأحد وعلى مدار خمسة أيام، امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2021، وسط اجراءات استثنائية صارمة بسبب الوضعية الصحية التي تشهدها البلاد والوقاية من تفشي فيروس كورونا. وأوضح الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، في بطاقة فنية صادرة عنه، أن تعداد مترشحي "البكالوريا" هذه السنة، يبلغ 731723 مترشحا، يمثلون 459545 مترشح متمدرس منهم 180833 من فئة الذكور و278712 من الاناث. فيما بلغ عدد المترشحين الاحرار 272178 مترشح " 140099 من الذكور و132079 من الاناث". ولضمان سيرورة حسنة لامتحان نهاية مرحلة التعليم الثانوي، تم تسخير 14 أستاذا حارسا احتياطيا بمراكز الإجراء وذلك لأجل تعويض المتغيبين، خاصة النساء الحوامل، فيما سيتم التكفل أيضا بنقل المترشحين والمؤطرين، لأجل تقريب مراكز الإجراء منهم ومن ثمة العمل على محاربة ظاهرة التأخيرات وسط التلاميذ. هذا، وتسلم مديرو التربية للولايات فجر أمس الجمعة، مواضيع امتحان شهادة البكالوريا من الفروع الجهوية للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، والتي تم نقلها مباشرة إلى مراكز حفظ المواضيع التابعة لمديريات التربية، وذلك تحت حراسة أمنية مشددة لعناصر الشرطة والدرك الوطنيين.
أزيد من 50 ألف مترشحا محبوسا لنيل شهادة البكالوريا
يجتاز 5084 مترشحا محبوسا، امتحانات شهادة البكالوريا، ما يمثل زيادة قدرها 59 بالمائة مقارنة بالدورة السابقة، حسب ما أفاد به، بيان لوزارة العدل. وبناء على تعليمات وزير العدل، حافظ الأختام، بلقاسم زغماتي، يشرف المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، سعيد زرب، على إعطاء إشارة انطلاق امتحان شهادة البكالوريا لفئة المحبوسين بالمؤسسات العقابية (دورة جوان 2021)، بمؤسسة إعادة التربية باتنة (حملة). ومن بين هذا العدد الإجمالي، تم إحصاء "4977 محبوسا و107 محبوسة، موزعين على 47 مؤسسة عقابية معتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية كمراكز للامتحانات الرسمية". ويجتاز أكبر عدد من هؤلاء، (4911 مترشحا محبوسا)، امتحانات شهادة البكالوريا ضمن شعبة آداب وفلسفة، يضاف إليهم 18 مترشحا في شعبة اللغات الأجنبية وثمانية (8) مترشحين في شعبة الرياضيات و72 مترشحا في شعبة العلوم التجريبية وكذا 71 في شعبة التسيير والاقتصاد وثلاثة (3) مترشحين في الهندسة الكهربائية ومترشحا واحدا (1) في شعبة هندسة الطرائق. وتجرى هذه الامتحانات تحت إشراف الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، كما يؤطرها أساتذة تابعون لقطاع التربية الوطنية، وفقا لأحكام الاتفاقية المبرمة بين وزارة العدل ووزارة التربية الوطنية. الدرك الوطني يسطر مخططا خاصا لتأمين الامتحانات من جهتها، سطرت قيادة الدرك الوطني مخططا خاصا لتأمين امتحانات شهادة البكالوريا وضمان السير الحسن لمجرياتها، حسب ما أفاد به، بيان لقيادة الدرك الوطني. وأوضح المصدر، أنه تم وضع مخطط شامل يتمحور بالأساس حول تأمين مراكز الطبع ونقل مواضيع ووثائق الامتحان إلى مراكز الحفظ ومرافقة وحماية عملية توزيع مواضيع الامتحانات من مراكز الحفظ نحو مراكز الامتحانات، وتأمين هذه الاخيرة مع مرافقة وحماية نقل أوراق الإجابات إلى مراكز التجميع والإغفال وبعدها إلى مراكز التصحيح. كما يرتكز المخطط على السهر على تسهيل حركة المرور عبر المسالك والطرق المؤدية لمراكز الامتحان مع تكثيف الدوريات والتواجد الدائم بمحيطها لبث الطمأنينة والسكينة بأماكن تواجد الممتحنين وكذا تدعيم التواجد الميداني للوحدات عن طريق المراقبة الجوية الفعالة لشبكة الطرقات. وستقوم فرق حماية الأحداث بمرافقة الممتحنين من خلال تواجدهم بمحيط ومداخل مراكز إجراء الامتحانات من أجل تقديم الدعم المعنوي والنفسي لهم، يشير ذات المصدر. كما وضعت قيادة الدرك الوطني تحت تصرف الممتحنين كل قنوات الاتصال المتاحة (الرقم الأخضر 1055، صفحة TARIKI على موقع فيسبوك، موقع الشكوى المسبقة ppgn.mdn.dz) من أجل التبليغ والاستعلام أو طلب يد المساعدة. أزيد من 14 ألف شرطي لتأمين الامتحانات عبر الوطن أفادت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان لها، أنه تم تسخير ما يقارب 15 ألف شرطي لتأمين امتحانات شهادة الباكالوريا (دورة يونيو 2021) التي سيشرع فيها اليوم الأحد. وقامت ذات الهيئة الأمنية، في إطار مواصلة جملة الإجراءات المتخذة لتأمين امتحانات نهاية السنة الدراسية، بتسخير "14946 شرطي" لتأمين امتحانات شهادة الباكالوريا، موزعين عبر"2127 مركز امتحان على المستوى الوطني و86 مركز تصحيح و82 مركز تجميع وكذا مطبعتين". وبهذه المناسبة، دعت المديرية العامة للأمن الوطني سائقي المركبات وأولياء التلاميذ المرافقين لأبنائهم إلى مراكز الامتحان، إلى "ضرورة الالتزام بقانون المرور والتقيد بقواعد السياقة السليمة وتفادي الوقوف والتوقف العشوائي أمام مراكز الامتحانات".
عقوبات صارمة على المتورطين في تسريب مواضيع البكالوريا
حدد مجلس قضاء الجزائر في قانون العقوبات الضمانات اللازمة لتفادي أي فعل من شأنه المساس بمصداقية الامتحانات الرسمية بما فيها شهادة البكالوريا، حيث نص قانون العقوبات في المادة 253 مكرر 6، على حبس من سنة إلى 3 سنوات وغرامة مالية من 100 ألف دينار إلى 300 ألف دج لكل من يقوم سواء قبل أو بعد امتحان البكالوريا بنشر أو تسريب مواضيع أو أجوبة الامتحانات النهائية للتعليم الابتدائي أو المتوسط أو الثانوي أو مسابقات التعليم العالي. كما افاد المصدر ذاته أن الشخص الذي يستعمل هوية مترشح آخر في اختبار امتحان شهادة البكالوريا، تسلط عليه نفس العقوبة أي الحبس من سنة إلى 3 سنوات وغرامة مالية من 100 ألف دج إلى 300 ألف دينار جزائري. كما تم تحديد عقوبات مفروضة على الأشخاص المكلفين بتحضير وتأطير أو الإشراف على امتحانات البكالوريا، الذين ثبت تورطهم في تسريب مواضيع أو أجوبة الامتحانات حيث حددت العقوبة بالحبس من 5 إلى 10 سنوات وغرامة مالية من 500 ألف دج إلى مليون و 500 ألف دج غرامة نافذة.
أوضح أولياء التلاميذ أن المرشحين لاجتياز شهادة البكالوريا متخوفون جدا، حيث لم تربك مواضيع شهادة التعليم المتوسط، أصحاب هذه الفئة فقط، إنما أثرت في نفوس التلاميذ، خاصة بعد إجماع الأساتذة على صعوبة أسئلة بعض المواد التي أدت إلى بكاء بعض التلاميذ وانهار عصبي بعد عجزهم عن الإجابة، كما أن الأسئلة التي جاءت في متناول الجميع وصفت بالطويلة وتحتاج إلى وقت زمني إضافي لحلها. ويرى مختصون في الشّأن التربوي أنهم لاحظوا ذعر غير مسبوق لممتحني شهادة الباكالوريا وقلق لأوليائهم، خاصة وان هذه السنة الاستثنائية تضاف إلى السنة الماضية مع حيثياتها الخاصة التي مرت بها، وبالتالي الطلبة مروا بسنة دراسية لم يعتادوا عليها، في ظل وباء فيروس كورونا. وبذات الصدد، شدد المختصون على أن الإجراءات المتخذة للحد من انتشارها في إطار البروتوكول الصحي عامل إثر بشكل كبير على نفسية التلاميذ، على غرار البرنامج الدراسي المتخذ في إطار الإجراءات الاحترازية، كما أن عامل نقص الساعات الدراسية أثر بشكل كبير على التلاميذ، على غرار قضية التفويج نقص في الحيز الزمني للبرامج الدراسة، وكذا المتأثرين بفيروس كورونا.
مختصون تربويون يؤكدون على أهمية التحضير النفسي
وحث مختصون تربويون على عدة نصائح لتجنب القلق والتوتر في نفسية التلاميذ، وزيادة التركيز في أيام امتحان شهادة الباكالوريا، حيث أن التحضير النفسي للتلاميذ لهذا الامتحان المصيري، يعد الورقة الرابحة لامتصاص الضغط النفسي -وحسبهم- تعد المرافقة النفسية والبيداغوجية عامل مهم لنجاح التلاميذ. وفي سياق متصل، لتفادي القلق والتوتر لدى التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط أفاد مختصون أنه يجب في اليوم الذي يسبق الامتحان يستوجب فيه التلاميذ أن يجمعوا بين المذاكرة والراحة النفسية، أي ما يسمى بالمذاكرة الشاملة وليست المذاكرة الدقيقة المتفحصة، بمعنى أن يأخذ نظرة عامة على المادة التي سيمتحن فيها في اليوم الموالي وذلك لتثبيت المعلومات واستثارة للذاكرة من اجل أن تستدرك المعلومات. وخصوصا وأن وزارة التربية قد أكدت من خلال المشرفين القائمين على نجاح هذا الموعد المصيري أن طبيعة أسئلة المواد التي سيمتحن فيها التلاميذ، والتي تعد للمرة الثانية على التوالي تجري الامتحانات في ظروف استثنائية ووسط إجراءات محكمة بسبب فيروس كورونا، ستكون ضمن المقرر الدراسي ولن تخرج عن إطار الدروس التي يتلقونها داخل الأقسام.