بن غبريت: مستعدون لإفشال مخطط التسريبات بولسان: إدخال الهواتف النقالة يقصي المترشحين مباشرة 18 ألف شرطي لتأمين الامتحان تجنيد الجيش.. الدرك.. الأمن.. الداخلية والصحة تنطلق، اليوم، امتحانات شهادة البكالوريا على وقع تشديدات أمنية لم يسبق لها مثيل لتفادي تكرار سيناريو التسريبات، حيث سطرت وزارة التربية جملة من الإجراءات بدءا بقطع الأنترنت إلى تركيب أجهزة تشويش وكشف المعادن، بالإضافة إلى كاميرات مراقبة لكبح محاولات الغش التي أثرت بشكل سلبي على مصداقية البكالوريا في السنوات الماضية، وبالمقابل سخرت مديرية الأمن أزيد من 18 ألف شرطي لتأمين الامتحان، كما وافقت وزارة البريد والمواصلات على قطع الأنترنت تفاديا للغش، فهل ستنجح "تأمينات" بن غبريت في صد محاولات التشويش على امتحان البكالوريا؟ سؤال تجيب عنه الساعات الأولى للامتحان اليوم ؟ وفي هذا السياق كشفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت أنه تم تأمين وحماية الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات أين يتم إعداد المواضيع، فضلا عن تأمين الموقع الإلكتروني لمركز طباعة ومراكز حفظ مواضيع الامتحان من خلال وضع أجهزة تشويش على الأنترنت وكاميرات المراقبة، زيادة على تأمين مسار هذه المواضيع، مشيرة إلى خفض مراكز حفظ المواضيع من 414 إلى 66 مركزا من أجل التحكم فيها وتفادي سيناريو دورة جوان 2016. ودافعت وزيرة التربية في تصريح لها للإذاعة الوطنية عن إجراء قطع الأنترنت خلال الساعة الأولى لكل امتحان، وقالت إن هذا الإجراء معمول به لدى العديد من الدول وليس مقتصرا على الجزائر، فمثلا في تايلندا يتم استعمال الطائرات بدون طيار لتفادي أي تسرب، مؤكدة أن الإشكال الحقيقي هو في المتدخلين من خارج مراكز الإجراء الذين يرسلون الأجوبة للممتحنين وليس في تسريب المواضيع. وأوضحت بن غبريت أن هذه الإجراءات ليست نهائية وإنما جاءت لمقتضيات الظرف الراهن من انتشار للتكنولوجيا والاستخدامات الواسعة لمواقع التواصل الاجتماعي، مشددة على أن الدولة من مبدأ تكافؤ الفرص وتوفير الظروف نفسها لجميع المترشحين تم منع إدخال الهواتف النقالة إلى مراكز الإجراء من قبل الأساتذة والمؤطرين أو الممتحنين، إضافة إلى كاشف معادن على مستوى مراكز الإجراء، وقالت إن جميع المتدخلين في العملية على علم بكل هذه الإجراءات. وأضافت المسؤولة ذاتها أن مصالحها تهدف إلى الوصول إلى شهادة بكالوريا ذات مصداقية ونتاج عمل وجهد مستمر وليس عن طريق ضربة حظ أو غش من خلال اعتماد المراقبة المستمرة ابتداء من السنة الثانية ثانوي، وقالت إنها ستكون جاهزة خلال 2020 إذا ما تم مباشرتها خلال 2019 وحظيت بموافقة الحكومة. الهواتف النقالة.. الساعات والأقلام الذكية ممنوعة من جهته حذر مدير الدراسات بوزارة التربية الوطنية، مولود بولسان، مترشحي شهادة البكالوريا 2018 من إدخال هواتف نقالة وأي وسيلة اتصال لأنها تدخل ضمن قائمة الممنوعات وتعتبر تلقائيا محاولة غش ويتعرض صاحبها لعقوبة الحرمان من الامتحان. وقال مولود بولسان "تجنبا لإقصاء المترشحين من امتحان البكالوريا تم وضع قائمة الممنوعات المتمثلة في كل وسائل الاتصال منها الهواتف النقالة والساعات والنظارات والأقلام الذكية وغيرها في الاستدعاء الموجه إليهم وتدوينها في قاعات الامتحان وأعطيت كل التوجيهات للحراس بعدم التساهل مع الذين لا يلتزمون بذلك وسينجر عن ذلك إقصاء المترشح لأنها تعد محاولة غش". وأضاف بولسان في تصريح للإذاعة الوطنية أن هذه التعليمات تنطبق على جميع العاملين داخل مراكز الامتحان باستثناء مدير المركز الذي يحتاج إلى الاتصال في حال حدوث أي شيء، بحيث ستكون هناك أماكن مخصصة لوضع الهواتف النقالة لتجنب حدوث أي لبس. كما أكد مولود بولسان على توفير كل الظروف والشروط اللوجستيكية من قبل وزارة التربية بالتنسيق مع عدة قطاعات منها الجيش والدرك والأمن والداخلية والصحة لتأمين نجاح امتحانات البكالوريا لسنة 2018. وعن الإجراءات المتخذة لمنع تسرب المواضيع ذكر المتحدث ذاته على اتخاذ كل الترتيبات لتأمين طبع مواضيع الامتحان ونقلها إلى مديريات التربية البالغ عددها 50 مديرية وكذا تأمين 66 نقطة حفظ المواضيع إلى مراكز الإجراء البالغ عددها 2415 وذلك بهدف عدم ترك أي مجال للحديث عن وجود أي تسريبات، مثمنا قرار حجب الأنترنت لمدة ساعة قبل انطلاق الامتحان والذي من شأنه منع تسريب المواضيع. كما أشار في السياق ذاته إلى وجود 4 خلايا وطنية مهمة على مستوى وزارة التربية والداخلية والديوان الوطني وخلية تابعة للهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومحاربتها مهمتها تتبع هذا الامتحان ورصد كل ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تفتيش "بوليسي" ل700 ألف مترشح اتخذت وزارة التربية هذه السنة إجراء صارما حيث سيخضع أكثر من 700 ألف مترشح لتفتيش بوليسي، يقوم به موظفون من الأمانات باستخدام أجهزة كشف المعادن لإحباط محاولات إدخال أجهزة الاتصال الحديثة من هواتف ذكية ولوائح إلكترونية وأجهزة "البلوتوث"، بالمقابل أعطت وزارة التربية تعليمات لمديريها التنفيذيين بتدوين غيابات الحراس خلال فترة الإجراء للشروع في تطبيق العقوبات ضدهم. فيما سيتم الترخيص للممتحنين من المتأخرين دخول مراكز الإجراء خلال النصف ساعة الأولى من الاختبارات على اعتبار أن الأوراق لن توزع إلا بانقضاء هذه المدة. فرعون: قطع الأنترنت حتمية لابد منها دافعت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال هدى إيمان فرعون مطولا عن قرار قطع الأنترنت خلال سير امتحانات شهادة البكالوريا بوصف الأمر بالحتمية التي فرضها سيناريو الغش المتكرر كل سنة وتسريب الأسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هذا الإجراء سيعطي مصداقية أكثر للامتحان ويقي الممتحنين من الضغوط التي تعرضوا لها في الدورات السابقة. وأشارت فرعون إلى أن قطع الأنترنت لمدة ساعة كاملة في بداية كل امتحان لشهادة البكالوريا لن يؤثر على سير المؤسسات العمومية المرتبطة بالشبكة. 18 ألف شرطي لتغطية امتحانات البكالوريا وضعت المديرية العامة للأمن الوطني مخططا وقائيا بتسخير أزيد من 18 ألف شرطي من مختلف الرتب لضمان التغطية الأمنية لمجريات امتحانات شهادة البكالوريا. وأوضحت المديرية في بيان لها أن هذا المخطط يشمل تأمين 2108 مركز امتحان عبر قطاع اختصاص الأمن الوطني بكامل ولايات الوطن, 14 مركز تجميع, 70 مركز تصحيح ومركزين (2) للطبع, بالإضافة إلى مراكز حفظ المواضيع والبالغ عددها 66 مركزا, كما ستشارك مصالح الأمن الوطني في حفظ المراكز المتقدمة لحفظ المواضيع. من جهة أخرى, تم تسخير كافة آليات الوقاية لتسهيل الحركة المرورية بالقرب من مراكز الامتحانات التي تشهد توافد التلاميذ والأولياء, والحفاظ على سلامة الممتحنين عن طريق وضع نقاط مراقبة ثابتة وأخرى متحركة لضمان إنجاح كل الظروف المهيأة لسير هذه الامتحانات عبر كافة التراب الوطني، إلى جانب مكافحة التوقف العشوائي قرب هذه المراكز وتكثيف الدوريات الراجلة والراكبة بتفعيل نشاط وحدات الدراجات النارية مع تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية عبر كافة قنوات الاتصال للمديرية العامة الأمن الوطني تخص الحدث. من جانبها وضعت القيادة العامة للدرك الوطني مخططا أمنيا خاصا بامتحان البكالوريا بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، قصد ضمان السير الحسن لهذه الامتحانات من خلال «تأمين مراكز الامتحانات ومحيطها الواقع ضمن إقليم اختصاص الدرك الوطني ومرافقة وحماية عملية توزيع مواضيع الامتحانات، انطلاقا من مديريات التربية إلى مراكز الامتحانات وضمان الحماية والمرافقة للمواضيع المنقولة جوا لفائدة مراكز الامتحانات المتواجدة في المناطق الصحراوية بالجنوب الكبير وتأمين ونقل أوراق الإجابة انطلاقا من مراكز الامتحانات إلى مديريات التربية ومن مديريات التربية إلى مراكز التصحيح. كما وضعت المديرية العامة للحماية المدنية مخططا من أجل السير الحسن لهذا الامتحان. أزيد من 4300 محبوس يجتازون الامتحان اليوم دخل قرابة 5 آلاف محبوس على مستوى 43 مؤسسة عقابية متواجدة عبر التراب الوطني، ومعتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا اليوم، وأعطيت إشارة الانطلاق من المؤسسة العقابية بالحراش وبغرض مساعدة المحبوسين لاجتياز هذا الامتحان المصيري، خصصت لهم دروس دعم تحت تأطير ما يزيد عن 712 أستاذ من مختلف الشعب. وتجدر الإشارة أنه خلال هذا الموسم 2017-2018، تمّ تسجيل 42937 محبوس لمواصلة الدراسة بمختلف الأطوار التعليمية، موزعين كمايلي: 34035 التعليم عن بعد، و1554 التعليم العالي، 7348 محو الأمية، و4698 اجتازوا امتحانات شهادة التعليم المتوسط البيام. سهام حواس