عادت ظاهرة الحرقة بقوة إلى الجزائر في الأيام الأخيرة، ففيما أحبط حراس السواحل والدرك الوطني محاولات للهجرة غير الشرعية بداخل الوطن، تمكن بعض المغامرين بحياتهم من الوصول إلى المدن الساحلية الأوروبية، فيما لفظت الأمواج جثث البعض الآخر على شواطئ الضفة الأخرى، وبقي آخرون مفقودين ويُجهل مصيرهم لحد كتابة هذه الأسطر. وامتدت الحرقة إلى جميع الفئات السنية غير مقتصرة على الشباب فقط، حيث باتت عائلات بأكملها تركب قوارب الموت للوصول إلى الضفة الأوروبية، في وقت تتصدر فيه الظروف المعيشية قائمة الأسباب الأساسية للهجرة غير الشرعية، يضاف لها تبعات أزمة كورونا على سوق الشغل في الجزائر، أين خسر العديد من الموظفين مناصب عملهم، فيما لا جديد بالنسبة للتوظيف لآخرين، زاده التدهور الأخير للقدرة الشرائية وغلاء الأسعار الشامل. إحباط محاولات حرقة وأحبط حراس السواحل في الفترة بين 15 و21 سبتمبر الجاري، محاولات هجرة غير شرعية بمختلف السواحل الجزائرية ل330 شخص، كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع، حسب حصيلة لوزارة الدفاع الوطني. وأوقف أمن مستغانم قبل أيام، شخصين يديران الهجرة غير الشرعية من شواطئ الولاية، مع إحباط محاولة لمغادرة التراب الوطني عن طريق البحر ل11 حراقا محتملا، حيث تم العثور داخل شاحنة الموقوفين على جهاز لتحديد المواقع (جي بي أس) و6 أقراص مهلوسة ومبلغ مالي يقدر ب 360 ألف دج وكناش صغير به أسماء 11 شخصا مرشحا للهجرة غير الشرعية، وكذا مخطط بياني للقارب المخصص لهذه الرحلة غير الشرعية. كما تمكنت نهاية الاسبوع الفارط، مصالح الأمن لدائرة تنس من إحباط محاولة هجرة غير شرعية ل14 شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 22 و40 سنة، ينحدرون من مختلف بلديات ولاية الشلف، وكانوا يتأهبون لركوب قارب للإبحار باتجاه الضفة المقابلة نظير مبالغ مالية تتراوح ما بين 25 و30 مليون سنتيم. وأحبطت مصالح الشرطة القضائية لولاية تيبازة قبل يومين، عمليتين للهجرة السرية عن طريق البحر، ما أسفر عن توقيف ثلاثة أشخاص متورطين في تنظيم هذه الرحلات غير القانونية، و6 آخرين من المرشحين للهجرة السرية، منهم امرأة، تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة. حراقة وصلوا من جهتها أشارت الصحافة الاسبانية إلى وصول 1000 مهاجر غير شرعي إلى الضفة الأوروبية ما بين 21 و23 سبتمبر الجاري، لافتة إلى خفر السواحل الإسبانية في طريفة بالجنوب الإسباني، قد أوقفت 24 جزائريا من ضمنهم 4 نساء و3 قصر في 21 سبتمبر الجاري، يتواجدون حاليا في مركز مؤقت لإيواء المهاجرين غير الشرعيين بميناء المدينة. جثث لُفظت ومفقودون مجهولي المصير من جهتها كشفت جمعية مفقودي البحر في المدينة الساحلية لبن عبد المالك رمضان شرق ولاية مستغانم، عن انتشال فرق الإنقاذ البحري الإسبانية، عصر يوم الأربعاء 22 سبتمبر الجاري، جثتي مهاجرين غير شرعيين من جنسية جزائرية في شاطئ لاكون في كاربونيراس بساحل ألميريا في جنوب شرق إسبانيا. وأضافت الجمعية ذاتها بأن قارب يقل حراقة جزائريين، قد انقلب في عرض البحر بشواطئ الأندلس، وبعد دوريات اسبانية في النقاط البحرية ذاتها، تم انتشال هاتين الجثتين فيما يتواصل البحث عن مهاجرين آخرين يرجح أنهم في عداد المفقودين، مشيرة إلى أنها وفرت معلومات للسلطات الإسبانية عبر إيميل رسمي، تخص قائمة الشبان الجزائريين الذين أبحروا من شواطئ مستغانم في المدة الأخيرة (بين 12 و17 و23 سبتمبر الجاري) نحو جزر مايوركا وشاطئ كاربونيراس في محافظة ألميريا.