عادت ظاهرة الهجرة غير الشرعية بحرا، لتطغى بقوة على المشهد، وهو ما تجلى في تزايد رهيب في عملية الحرقة، بشكل أذهل الكثيرين، من بينهم المسؤولون الإسبان، الذين استغربوا تهافت الحراقة على ركوب البحر، رغم تدهور الأحوال الجوية، معرضين أنفسهم لخطر الغرق، مثلما حصل مع شباب من العاصمة وعنابة، خرج ذووهم إلى الشارع في مسيرة لحمل السلطات على تكثيف جهود البحث عن أبنائهم المفقودين. وبخصوص المفقودين دائما، جاءت تصريحات السفير التونسي الذي نفى احتجاز حراقة في بلاده، صادمة لذوي أعداد من المفقودين، الذين لا يزالون يصرون على أن أبناءهم يقبعون في سجون الجارة الشرقية، ولم تكن تصريحات الصيد مقنعة بالنسبة لهم، ولا لمحاميهم الذي أكد المضي في تدويل القضية. الصيد نفى احتجاز مهاجرين سريين في بلاده صدمة واستياء لدى ذوي"حرّاقة" مفقودين بعد تصريح السفير التونسي المحامي زرقين: أودعنا ملفا كاملا لدى الأممالمتحدة عمّقت التّصريحات الأخيرة التي أدلى بها السفير التونسي في الجزائر بشأن عدم وجود مهاجرين سرييّن جزائريين في السجون التونسية، من أحزان ومآسي عائلات الحرّاقة المفقودين الذين تطفو قضيتهم إلى السطح بعد كل موجة غرق أو اختفاء جديدة. تعيش ولاية عنابة على غرار عدد من الولايات الأخرى كالعاصمة، على وقع أخبار اختفاء شباب في عمر الزهور في عرض البحر الأبيض المتوسط بعد مغامرات فاشلة لبلوغ الشواطئ الإيطالية أو الاسبانية عبر قوارب الموت، حيث استاءت عائلات الحرّاقة بعنابة من التصريحات التي أدلى بها السفير التونسي في الجزائر الناصر الصيد، والتي نفى فيها نفيا قاطعا وجود حرّاقة جزائريين في السجون التونسية، وهي التصريحات التي تناقض المعلومات التي تقول جمعية ذوي الحراقة المفقودين في عنابة إنها تحصلت عليها، وتقول إن عددا من المهاجرين السريين الجزائريين مسجونون بتونس. وهو نفس الموقف عند كثير من العائلات التي سعت لاقتفاء أثر أبنائها بمساعدة الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان وشبكة المحامين الجزائريين للدفاع عن حقوق الإنسان أيضا، حيث كشف المحامي النشط في المجال وممثل عائلات الحراقة المفقودين السيد كسيلة زرقين، عن مواصلة المعركة القضائية والقانونية على المستوى الدولي لحمل السلطات التونسية على فتح تحقيقات جدية في اختفاء مهاجرين سريين جزائريين جنحت قواربهم إلى المياه الإقليمية التونسية ولم يظهر لهم أثر بعدها، فيما تواترت معلومات من داخل السجون عن الزج بهم هناك دون محاكمات. وقال المحامي في تصريح "للشروق": "قد تم إيداع ملف كامل وشامل لدى الأممالمتحدة، مرفوقا بشكوى رسمية لدى مجموعة العمل الدولية ضد الاختفاء القسري للشباب بتونس لمطالبة الدولة التونسية بفتح تحقيقات توضح مصيرهم". وأضاف المتحدث قائلا، أنّ شبكة المحامين وجمعية أولياء الحراقة المفقودين ستسعى العام المقبل، إلى التقدم بشكاوى أخرى إلى نفس الفريق العامل وإحالة القضية إلى لجنة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في ظل عدم تسجيل أي تطورات إيجابية في هذا الملف، مذكرا بالاجتماعين اللذين عقدا مع أعضاء البرلمان الأوروبي نهاية شهر نوفمبر ببروكسل، لمناقشة تطور هذه القضية والخطوات التي يجب اتخاذها في نهايتها، مؤكدا بأنّ الأممالمتحدة "اعتبرت رد الحكومة التونسية غير كاف وطالبت بفتح تحقيق آخر مستعجل، مطالبة بضمان الحماية لهؤلاء الشباب المختفين قسريا". وفي ذات السياق، أكد المحامي زرقين أنّ عائلات الحرّاقة المفقودين تحوز على إثباتات تؤكد تواجد أبنائها في عدد من السجون التونسية مثل جندوبة وقليبية والمرناقية، حيث اكتشفوا أنّ خفر السواحل التونسيين يحوّلون الحراقة الذين تجنح قواربهم إلى المياه الإقليمية التونسية على المؤسّسات العقابية مباشرة دون تمكينهم من الاتصال بعائلاتهم، حسب ما أكده بعض العاملين في هذه المؤسّسات، والذين سرعان ما يغيّرون أقوالهم إذا طلب منهم المساعدة أو الإدلاء بشهاداتهم في الموضوع. كما تحوز بعض العائلات على مكالمات هاتفية تم تسجيلها فور توقيف أبنائهم الذين سارعوا إلى الاتصال بهم. كما أنّ عدة أحداث أخرى، تصب في هذا الاتجاه، حيث التقت "الشروق" مؤخرا شابا يقطن في منطقة السرول التابعة لبلدية البوني في عنابة، وأكد أنه قضى عقوبة عامين في سجن جندوبة بسبب الهجرة السرية قبل أن يطلق سراحه بعد منتصف شهر أكتوبر الماضي مع صديق له، مؤكدا أنّ سبب سجنه كان "الحرقة" . من جهتها، تسعى الشبكة منذ عام 2014 إلى معرفة مصير 62 حراقا مفقودا، تقدمت عائلاتهم ببلاغات رسمية عن اختفائهم، وزودت المحامين بكافة المعلومات المتعلقة بتاريخ مغادرتهم الشواطئ الجزائرية انطلاقا من ولاية عنابة، حيث غادرت هذه المجموعة على متن 6 قوارب، في الفترة الممتدة ما بين فيفري 2007، وأكتوبر 2008، ويؤكد الأولياء أنّ أخبار أبنائهم انقطعت في عرض البحر، أو بعد بلوغهم الأراضي التونسية والإيطالية. يضاف إليهم مجموعات أخرى فقدت تباعا إلى غاية هذا الشهر، حيث يؤكد المحامي كسيلة حيازته 500 ملف لشباب مفقودين في عرض البحر بعد الإقلاع في رحلات هجرة سرية آلت إلى نهايات مأساوية. إحصائيات إسبانية وفيديوهات متداولة تؤكّد تفاقم الظاهرة إحباط محاولة هجرة 42 "حراقا" ووصول 73 إلى إسبانيا في يومين أحبطت، الخميس، مصالح حرس السواحل بوهران، محاولة هجرة سرّية ل42 شخصا من بينهم امرأة وقاصر و5 أفارقة، كانوا على متن ثلاثة أفواج متوجهين نحو السواحل الإسبانية، فيما أكّدت مصالح الصليب الأحمر وصول 73 "حراقا" جزائريا من بينهم نساء وأطفال ما بين الخميس إلى الجمعة. لا تزال قوافل "الحراقة" تتدفق على الضفّة المقابلة انطلاقا من مختلف شواطئ الولايات الغربية، في مغامرات منها ما انتهى بمآس وتراجيديا مؤلمة، ومنها رحلات ناجحة عبّر عنها ركّابها بفيديوهات من عرض البحر قبالة السواحل الإسبانية، أين يروون معاناتهم مع أمواج البحر والمخاطر التي صادفتهم، ويعبّرون في نفس الوقت عن فرحتهم بوصولهم سالمين، وقد تمكنت مصالح حرس السواحل بالواجهة الغربية أوّل أمس، من إحباط محاولة هجرة ثلاثة أفواج على بعد أميال من شاطئ رأس فلكون بوهران في كل فوج ما بين 13 إلى 15 شخصا، بعدما أقلعوا ليلة الخميس من شواطئ الولاية، إلى أن اعترضتهم بواخر حرس السواحل ليلا، ويتعلّق الأمر ب42 مهاجرا من بينهم 5 أجانب يحملون جنسيات إفريقية وامرأة وقاصر، والذين كانوا قد قطعوا مسافة معتبرة في عرض البحر إلاّ أنّ محاولتهم باءت بالفشل ليتم إرجاعهم إلى مؤسّسة الميناء وإحالتهم على العدالة بتهمة الهجرة غير الشرعية، فيما تظهر فيديوهات حديثة متداولة على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي، تمكّن أفواج من ولايتي مستغانم ووهران من الوصول إلى شواطئ إسبانيا خلال الأيّام الأخيرة، أين ساعدهم في ذلك استقرار حالة البحر والأحوال الجوّية، منهم فوج تدخّلت سفينة تجارية لإنقاذهم. وحسب تقارير إعلامية إسبانية الجمعة، فإنّ فوجين بلغا سواحل قرطجنة الجمعة وعلى متن القاربين 27 شخصا من بينهم امرأة حامل، طفلان ورضيع، فيما تمّ الخميس استقبال 46 مهاجرا سرّيا كانوا على متن ثلاثة قوارب من بينهم شخصان كانا في حاجة ماسّة للرعاية الطبية حسب مصالح الصليب الأحمر، أمّا القارب الرابع الذي تمّ اكتشافه فجر الخميس فكان به 8 أشخاص، 4 رجال و4 نساء، أي بمجموع 73 شخصا خلال يومين وحسب ذات المصادر، فإنّ جميع المهاجرين يحملون الجنسية الجزائرية، وذكرت إحصائيات الصليب الأحمر تزايد عدد "الحراقة" خلال الأيّام العشرة الأخيرة من خلال عدّة تدخّلات إنقاذ مسجّلة، فيما بلغ عددهم نهاية أكتوبر أكثر من 400 مهاجر بمعدّلات مرتفعة من شهر لآخر وصلت 27 قاربا في يومين فقط، وتستغرب السلطات والجمعيات الناشطة في إسبانيا تزايد موجة المهاجرين رغم موجة البرد والاضطرابات الجوّية، حيث تمّ تسخير طواقم بشرية وإمكانيات معتبرة للتدخّل بعمليات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسّط، خصوصا بعد هلاك 15 شخصا في عرض البحر من بين 53 شخصا كانوا على متن قارب تعطّل محرّكه، لتقوم مصالح حرس السواحل المغربية بانتشال الجثث وإنقاذ البقيّة، أين تؤكّد التقارير الإسبانية أنّه تمّ هذا العام إحباط أزيد من 68 ألف محاولة هجرة من الأقاليم المغربية. طالبوا الجهات المختصة بتكثيف البحث عن جثث أبنائهم مسيرة لذوي "حراقة" مفقودين منذ أسبوع بعنابة نظم، الخميس، قرابة 70 شخصا من أهالي حراقة من ولايتي عنابةوالجزائر العاصمة مسيرة بحي جبانة اليهود وسط مدينة عنابة، أقدموا من خلالها على غلق الطريق الرئيسي للحي، مطالبين بتحرك الجهات المسؤولة للكشف عن مصير أبنائهم وإخوانهم الحراقة المفقودين منذ أسبوع، والذين نظموا رحلة هجرة غير شرعية نهاية الأسبوع الماضي من شاطئ واد القاب التابع لإقليم بلدية سرايدي. وحسب ما وقفت عليه الشروق، فإن أهالي الحراقة القاطنين في القبة بالجزائر العاصمة البالغ عددهم 50 شخصا تنقلوا نحو مدينة صبيحة واجتمعوا مع أهالي الحراقة المنحدرين من حي جبانة اليهود وخرازة، ونظموا وقفة احتجاجية رفعوا من خلالها شعارات كتب عليها ما معناه "لا تسألوني إن كنت قد وصلت، اسألوني لم ذهبت؟"، حيث أكدوا أن فلذات أكبادهم انقطعت أخبارهم، بعد رحلة حرقة فاشلة نظمها نحو 17 شابا من الجزائر العاصمة، وأحياء مختلفة من ولاية عنابة على غرار حي جبانة ليهود، خرازة، ومباشرة بعد الإقلاع تعطل قاربهم واجتاحت المياه قاربهم التقليدي الصنع، حيث قفزوا وحاولوا السباحة في عرض البحر محاولين إنقاذ أنفسهم من الغرق أين تمكن البعض من النجاة والوصول إلى اليابسة بشاطئ عين بربر، لكن لسوء الحظ بقي نحو 7 حراقة أحدهم ينحدر من حي جبانة اليهود المدعو سليمان الذي عثر على جثته صباح أمس، يوما بعد مسيرة الأهالي، فيما يبقى ستة منهم 4 آخرين من الجزائر العاصمة في عداد المفقودين، وعليه طالبت عائلات الحراقة السلطات المحلية وعلى رأسها وحدات خفر السواحل بولاية عنابة تجديد بحثهم من أجل معرفة مصير أبنائهم لإنهاء معاناتهم. فيما تم انتشال جثة أخرى مجهولة في حالة تحلل برأس الحمراء العثور على جثة الحراق سليمان المفقود منذ أسبوع بعرض البحر في عنابة عثر حراس خفر السواحل بعنابة، صبيحة الجمعة على جثة الحراق "ل.سليمان" القاطن في حي جبانة اليهود بعنابة، والذي توفي غرقا في شاطئ واد القاب بسيرايدي في رحلة هجرة غير شرعية الخميس الماضي رفقة 17 حراقا ينحدرون من الجزائر العاصمة. وحسب ما ذكرت مصادر مؤكدة للشروق اليومي من داخل مستشفى ابن رشد الجامعي فقد تلقت مصالح الحماية المدنية نداء من قبل البحرية مفاده العثور على جثة شاب تطفو في عرض البحر، أين تحولت مصالح الحماية المدنية لعين المكان لانتشال الجثة وتحويلها نحو مصلحة حفظ الجثث بمستشفى ابن رشد الجامعي، أين قامت مصالح الشرطة باستدعاء عائلات الحراقة المفقودين من بينها عائلة الحراق سليمان.ل، وبعد عرض الجثة عليهم، تعرفوا على ابنهم المفقود في عرض البحر منذ اسبوع كامل. وفي السياق ذاته لفظت أمواج البحر برأس الحمراء جثة شاب متحللة عثر عليها حراس خفر السواحل، وتم إخطار أعوان الحماية المدنية الذين قاموا بانتشالها وتحويلها نحو مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ابن رشد. وأكدت مصادرنا أن الجثة المتحللة تم تحويلها نحو مصلحة حفظ الجثث، لإحالتها على الطبيب الشرعي من أجل تحديد هوية صاحبها وتحديد تاريخ وفاته، حيث يرجح أن يكون الحراق قد هلك غرقا منذ قرابة 4 أشهر كاملة في انتظار ما ستسفر عنه التحاليل والتحقيقات الأمنية. وأكّد مصدر طبي أن جثة الضحية الهالك عثر عليها حراس خفر السواحل بالساحل العنابي بينما كانوا يقومون بعملية تمشيط فيه، حيث لاحظوا جسما يطفو على سطح البحر ليتبين أنها جثة آدمية لشاب يرحج أن يكون لأحد الحراقة الذين لقوا حتفهم منذ مدة في شواطئ عنابة.