هجرة نجوم الدراما السورية الى بلدان مجاورة لتصوير أعمالهم أو اللجوء الى بقع آمنة داخل القطر السوري كانت بدائل ممتازة لتحريك عجلة الإنتاج وإبقاء الدراما السورية على خارطة المنافسة في رمضان، هكذا سيطل معظم نجوم الدراما السورية في عدد لا يستهان به من الأعمال التي حمل بعضها شجون المرحلة وأوجاعها. في حين سجلّت الدراما المصرية رقما جيدا في الكم بانتظار انتهاء شهر الصوم لتقييم الجودة. ودون إقصاء الدراما الخليجية، يبدو أن المنتج العربي تمكن من دحض كل التوقعات التي أكدّت اكتساح الدراما التركية للشاشات العربية خلال رمضان 2013 في ظل اضطراب الأوضاع السياسية والأمنية الإقتصادية في دول الإنتاج، ما ضاعف من تخوف المنتجين من الإقدام على تقديم أية أعمال وإنتاجها، وما قد ينعكس أيضاً على القنوات الفضائية التي تم ترجيح لجوئها إلى شراء المسلسلات التركية التي حققت نسب مشاهدة ساحقة بين صفوف الجمهور العربي. تعددت أسباب رواج الدراما التركية المدبلجة إلى اللغة العربية وخصوصا اللهجة السورية وهي لهجة محببة إلى أذن المشاهد العربي بعد النجاح الجماهيري التي حققته الدراما السورية بمختلف أنواعها في العقد الأول من الألفية الثالثة. أضف إلى ذلك جرعة الرومانسية المفرطة في الدراما التركية مع المزيج المتناقض من الحالات التي تطرحها موضوعات هذه المسلسلات ومنها تنوع الإقتراحات لشكل المجتمع وقصصه الى قضايا قريبة من عادات وتقاليد المجتمع الشرقي كالثأر وجرائم الشرف وغيرها، هذا ضمن قالب منمق لناحية الديكورات والأزياء والأكسسوارت وجمالية مواقع التصوير المختارة والتقنية العالية في الإخراج وغيرها من عناصر جذب للمشاهد. وعلى الرغم من عدم توجه صناع هذه الدراما لإرضاء أهواء المشاهد العربي في رمضان، خصوصا من ناحية عدد الحلقات للعمل الدرامي - 30 حلقة الى 32 فقط- لكن الوسيط القائم على اختيار هذه الأعمال من السوق التركية لدبلجتها وطرحها على الشاشات العربية وجد طريقه ليضع طبقه من المطبخ التركي على مائدة البرامج الرمضانية ولو بنسبة لم ترق إلى مستوى التوقعات. فلم تتخط دورها كمقبلات بمواجهة مائدة الدراما العربية العامرة. والأبرز من بين هذه الأعمال المسلسل التاريخي "حريم السلطان" في جزئه الثالث- حصريا على شبكة OSN يا هلا - أو "القرن العظيم"- Muhteşem Yüzyıl - الذي يحكي جانبا من حياة عاشر سلاطين الدولة العثمانية وأعظمهم سمعة، السلطان "سليمان القانوني" ونجم الشخصية الممثل التركي خالد أرغنش، وحريمه السلطانة "هويام" وتقوم بدورها الممثلة مريم أوزرلي. بينما تستمر الممثلة نور فتح أوغلو بتقديم شخصية "السلطانة ناهد دوران" إلى جانب عدد كبير من نجوم الدراما التركية على الشاشة الفضية العربية بعد أن حجزوا موعدا مسبقا لهم مع الجمهور بانطلاق عرض المسلسل قبل بداية شهر الصوم بأسبوع. "مرحبا حياة" عمل تركي أيضا تعرضه المحطة ذاتها، هذا بينما اختارت مصر الإستفادة من نجومية الممثلة التركية الشهيرة سونغول أودن الشهيرة ب"نور" لتكليفها ببطولة مسلسل "تحت الأرض" للمخرج السوري حاتم علي وبطولة المصري أمير كرارة، بأجر قارب المليون دولار. وأخيرا، ما عاشته سورية ومصر خلال العام الفائت ما كان ليبشر بموسم درامي رمضاني حافل بالمسلسلات، لكن جداول برمجة الشاشات العربية مع بداية شهر رمضان 2013 كشفت عن وجود عدد لا بأس به من الأعمال الدرامية السورية والمصرية بل ومنافستها لباقي المسلسلات العربية الأخرى وهي علامة قال مراقبون إنها ترمز لمقاومة أهل الفن ضد مؤامرات الموت.