ه. فايزة أثّرت الظروف السياسية التي تشهدها الدول العربية على الإنتاج الدرامي هذه السنة، فقلّت الأعمال وغاب نجوم اعتادوا الظهور على شاشة رمضان، ما ترك مساحة واسعة للدراما التركية التي قلّما تخلو منها شاشة وأحياناً تعرض الشاشة الواحدة أكثر من عمل. فهل يتابعها المشاهد خلال الشهر الفضيل أم سينصرف عنها؟ تراجع الإقبال على الدراما التركية بالتأكيد في الفترة الرمضانية، في رأي الممثل السوري فراس إبراهيم، ضارباً مثالاً ما حدث مع الدراما المكسيكية التي غزت الشاشات العربية سنوات طويلة ولاقت إقبالاً ثم تراجعت، حتى اختفت تماماً، «ذلك أن الجمهور يبحث دائماً عن أمور مختلفة». ويضيف ابراهيم: «تظل الدراما التركية بعيدة عن المنافسة في شهر رمضان على غرار ما يحدث سنوياً، لأن الأعمال العربية، على رغم قلّتها، مميزة وتجذب الجمهور». بدوره يؤكد الممثل أحمد وفيق أن الجمهور العربي لا يقبل على الدراما التركية في رمضان إنما يبحث عن الدراما العربية، خلافاً لباقي السنة، ذلك أن الشاشات العربية تعيد طوال العام المسلسلات التي عُرضت في الشهر الفضيل، ما يدفع المشاهد إلى البحث عن دراما أخرى كالتركية. من جهته يرى المخرج سامح عبد العزيز أن الدراما التركية تحوّلت إلى «موضة» في السنوات الأخيرة ستزول مع الوقت على غرار أي موضة أخرى، لافتاً إلى «أن أكثر ما يجذب المشاهد في المسلسلات التركية هو نمط الحياة المختلف الذي يحياه الأتراك حيث الأماكن الفارهة والملابس الباهظة الثمن وغيرها، إلا أن هذا الانبهار سيزول مع الوقت». دبلجة الدراما «ضعف الدراما المصرية أعطى فرصة للدراما التركية لتحقّق الانتشار»، برأي الناقد يعقوب وهبي، مشيراً إلى أن المشاهد لا يتابع الدراما العربية التي تنتج في السنوات الأخيرة لأنها تتّسم بفقر درامي، تحديداً ما يتعلّق بالصورة والسيناريو الضعيف، لذا يقبل على الدراما التركية لا سيما أنها مدبلجة باللهجة السورية المفهومة عند العرب. بدوره يرى الممثل محمد رمضان أن الدبلجة منحت الدراما التركية قدراً من الانتشار، خصوصاً أن عادات تركية كثيرة تتشابه مع عادات عربية فلا يشعر المشاهد بالغربة عند متابعتها، إلا أنه يتوقّع أن يتراجع الإقبال عليها في شهر رمضان لأن المشاهد العربي اعتاد، منذ سنوات طويلة، متابعة الدراما العربية لدرجة أصبحت أحد طقوس هذا الشهر، ولن يتخلى عنها هذا العام، خصوصاً مع ارتفاع مستوى المسلسلات التي تُعرض على قلّتها. باقية أم إلى زوال؟ يعتبر الناقد فوزي سليمان أن الدراما التركية ستختفي من الشاشات العربية في رمضان، وإن عرضها بعض الشاشات فلن تجد إقبالاً جماهيرياً، «لأن المسلسلات التركية لا تجذب أفراد الأسرة الذين يجتمعون حول التلفزيون في رمضان إنما المراهقين الذين يبحثون عن أبطال رومنسيين مثل مهند ونور، وربات البيوت اللواتي يبحثن عن مسلسلات طويلة تقتل الوقت مثل «عاصي» وغيره، وستحقّق المسلسلات المصرية أكبر نسبة مشاهدة». أخيراً يشير هاشم النحاس إلى أن الدراما التركية ستحتفظ بمشاهديها في رمضان، لأنها تحقّق نسبة عالية من المتابعين خصوصاً مع تدنّي مستوى الدراما العربية، حسب رأيه. يضيف النحاس أن ثمة مسلسلات مصرية صُوِّرت بسرعة للحاق بالعرض الرمضاني، وأخرى كُتبت بطريقة القص واللزق لإضافة مشاهد من الثورة ما يضعف الدراما، كذلك سيدفع غياب نجوم اعتاد المشاهد متابعتهم سنوياً مثل يحيى الفخراني ويسرا وإلهام شاهين، إلى الاتجاه نحو متابعة الدراما التركية التي يزداد انتشارها مع الوقت.