اعتبر العلامة الجزائري عبد الملك مرتاض، أن الصالون الدولي للكتاب "سيلا"، تتويج حقيقي للمسار الثقافي الوطني بالجزائر، وظاهرة ثقافية تستحق التنويه، وشكر القائمين عليها، خاصة وأنها تجمع مئات دور النشر، في العالم العربي والغربي في صعيد واحد وتهتم بالكتاب ومؤلفه وطبعه ونشره وهذا شيء عظيم. وبخصوص الطبعة ال 25 من سيلا، قال الدكتور مرتاض في تصريح خص به يومية "الاتحاد"، أنها دورة غنية وثرية بمختلف الكتب والمؤلفات،ويرجى لدورات الصالون الدولي للكتاب بالجزائر أن تستمر كل سنة وعلى مدى الدهر. وفي سؤالنا عن تقييمه للإصدارات الجديدة والنصوص الأدبية للجيل الجديد من الكتاب الجزائريين الشباب، قال محدثنا بأنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من النضج، ناصحا إياهم ببذل جهد أكبر يمكنهم من الوصول إلى مستوى عالي من النضج الأدبي والفكري، وعندما يصبحون أهلا للكتابة فهنالك يكتبون ويبدعون. وكان الناقد مرتاض قد أشار، في كلمة ألقاها، أمس الأحد، على هامش منصة تكريمية نظمت على شرفه ضمن البرنامج الثقافي للصالون الدولي للكتاب، إلى أن الكتاب الشباب لا يزالون بحاجة إلى إعطاء مجهود أعلى وأعظم ليبلغوا ما بلغ إخوانهم الكتاب في المشرق العربي، موضحا أنه يجب الاعتراف أيضا أن هناك باحثين وكتاب جزائريين ممتازين لكن لحد الآن لم تقرأ أعمالهم في بلاد المشرق، وهذا يدل حسبه أن الأعمال التي يقومون بها بحاجة إلى بلورة وتسويق علمي حقيقي. وفي السياق ذاته، أكد صاحب كتاب "نهضة الأدب العربي المعاصر في الجزائر" ، على ضرورة التسويق للأدب الجزائري، الذي لا يزال حسبه يفتقر لأن يكون أفضل مما هو عليه، خصوصا وأنه يتميز بمميزات لا تكاد تكون إلا فيه، باعتباره أدب ثوري وأدب غير منافق، وبكل هذه الخصال الموجودة فيه والتي يتميز بها سيكون إنصاف للأدب العربي. وأبرز مرتاض المتوج بجائزة "العويس الثقافية للدراسات الأدبية والنقد" في دورتها السابعة عشرة 2020-2021، إلى أن الجزائر اليوم متفتحة أكثر والوسائل الثقافية متاحة، لذلك يجب التعامل مع هذا الجو الجديد والاستفادة منه ، كما طالب بتأسيس جائزة أدبية مثل ما هو موجود في دول عربية حتى لا نبقى متقوقعين على أنفسنا، ضاربا المثال بموريتانيا التي أسست جائزة أدبية بالرغم من أنها بلد فقير، والجزائر تملك كل المؤهلات المادية لتأسيس مثل هكذا جوائز، كما طالب بتأسيس نوادي ومجلات ثقافية متخصصة كونها غائبة عن الساحة الأدبية الجزائرية. وكشف ذات الأديب، إلى أن مؤلفه الجديد المعنون ب"العربيات" سيصدر قريبا، وهو حاليا تحت الطبع في أبو ظبي ، موضحا أنه عاد فيه إلى جذور اللغة العربية التي كانت تتكلم بها القبائل قديما ووجد بأنها لغات ومن هنا جاءت تسمية هذا الكتاب، مضيفا أن اللغة العربية هي الوحيدة من بين لغات العالم التي أعطت للمرأة حقها، وأنثوية اللغة تبدأ في اسمها. ويجب التذكير، أن الدكتور عبد الملك مرتاض ابن مدينة تلمسان، يعتبر أحد أبرز الكتاب الذين عرفتهم الجزائر في مرحلة ما بعد الاستقلال ،و من نوابغ الجزائر في القرن العشرين ، كما يعد موسوعة علمية أسهمت بنصيب وافر في شتى ميادين المعرفة ،والعلم، والأدب ،وتعددت إسهاماته، وسيرته الذاتية حافلة بالإنجازات، إذ صدر له أكثر من 70 مؤلفا في مختلف الفنون الأدبية والنقدية، ومن أهم أعماله،ودراساته النقدية: القصة في الأدب العربي القديم، نهضة الأدب العربي المعاصر في الجزائر، فن المقامات في الأدب العربي، العامّية الجزائرية وصلتها بالفصحى، النّص الأدبيّ من أين وإلى أين؟ ، الثقافة العربية في الجزائر بين التأثير والتأثّر، معجم موسوعيّ لمصطلحات الثورة الجزائريّة، فنون النثر الأدبيّ في الجزائر، . بنية الخطاب الشعريّ، القصّة الجزائرية المعاصرة، إلى جانب عدد من الروايات، من بينها "واد الظلام"، و"رباعية الدم والنار"، وثلاثية الجزائر: "الملحمة" و"الطوفان" و"الخلاص".