فاز الأديب الجزائري والأستاذ الجامعي والرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للغة العربية الدكتور عبد المالك مرتاض بجائزة "العويس الثقافية للدراسات الأدبية والنقد" في دورتها ال 17، حسبما أعلنته مؤسسة "سلطان بن علي العويس" الثقافية، وهو ما يُعدّ أيضا تتويجا للأدب الجزائري الذي حجز لنفسه مكانة مرموقة في المشهد الفكري العربي، بفضل أدباء وشعراء ومفكرين ونقاد استطاعوا أن يفرضوا إنجازاتهم في المجال، ويقدموا رُؤى وأطروحات قيمة وجديدة، من بينهم القامة الدكتور عبد الملك مرتاض الذي يعتبر علَمًا من أعلام النقد الجزائري والعربي، ومرجعا في الدراسات الأدبية والأكاديمية، فمسارُه الفكري ثري بالإنجازات التي لا يُستهان بها، كما أنه أصدر العديد من المؤلفات الأدبية والنقدية الهامة منها: "نهضة الأدب المعاصر في الجزائر"، الأدب الجزائري القديم دراسة في الجذور، "السبع المُعلقات" التي نُشرت عن اتحاد الكتاب والأدباء العرب بدمشق سنة 1999، التحليل السيميائي للخطاب الشعري، القصة الجزائرية المعاصرة وغيرها، إلى جانب الروايات على غرار رواية "واد الظلام"، "رباعية الدم والنار" و«ثلاثية الجزائر" و«الملحمة" و«الطوفان" "الخلاص"..الخ. عبد المالك مرتاض من الأسماء العربية الأولى والبارزة التي ولجت ميدان تحليل الخطاب، تكمن عبقريته في الاشتغال على النصوص الشعرية والسردية، القديمة منها والمعاصرة، الفصيحة والشعبية، فهو الأديب الروائي، القاص، المفكر، الناقد، والمؤرخ، واللغوي والمحقق، أفنى حياته في الدراسة والقراءة والتأمل، تتلمذ على يده العديد من الأدباء والشعراء والأساتذة الذين أصبح لهم اليوم شأنٌ كبير في الساحة الثقافية والفكرية والإعلامية، وإلى اليوم لا يزال اسم مرتاض يُردّد في الجامعات والملتقيات والمنابر الفكرية والندوات كواحد من أهم رواد النقد العربي قديماً وحديثاً، ولا يزال الطلبة والباحثون يعتمدون على دراساته كمرجع هام لإنجاز بحوثهم ومذكرات تخرجهم ويستفيدون أيضا من ثقافته الأدبية واللغوية. الدكتور الألمعي عبد المالك مرتاض الذي أسّس مجلة "دراسات جزائريّة" عن معهد اللغة العربية وآدابها بجامعة وهران سنة 1998، ومجلة "اللغة العربية" بالمجلس الأعلى للغة العربية التي ترأس تحريرها خلال الفترة الممتدة بين 1998 و2001، يعد من أبرز الأسماء التي كتبت في النادي الأدبي لجريدة "الجمهورية"، حيث أثرى الملف بمقالات قيمة عكس من خلالها رؤاه العميقة وتحليلاته الفكرية الدقيقة، منها مقال "الكتابةُ واللّغة والحقيقة"، "إشكالية عمر الشعر العربي"، "الإيقاع أسبق من الصورة الفنية في الشعر"، وقد وصف الدكتور مرتاض جريدة "الجمهورية" بالمدرسة الإعلامية والأدبية الحقيقية، بدليل أنه كان يقترح على طلبته تحضير شهادات ماجستير ودكتوراه في النصوص التي تنشر في النادي الأدبي، مُثمنا جهود فريق العمل بالجريدة التي تؤدي دورا أدبيا وثقافيا وتاريخيا وإشعاعيا كبيرا، مضيفا أن "الجمهورية" هي الجريدة الوطنية الوحيدة التي دأبت على تنظيم ملتقيات وأيام تدعو فيها شخصيات وطنية رفيعة المستوى في السياسة والثقافة على اختلافها.