أضحت لغة الاحتجاج هي الطريقة أو الوسيلة المثلى للغة الحوار أو بديلة للحوار المباشر بين المسؤول والمواطن، وهو ما وقفت عليه "الاتحاد " بولاية الشلف، حيث تم تسجيل في ظرف أقل من 72 ساعة أي بعد عيد الفطر المبارك مباشرة،أربعة احتجاجات، وكأن المواطن الشلفي وجد في لغة الاحتجاج،وسيلة التخاطب تؤدي وظيفتها على أحسن وجه من وسيلة الخطاب والتعبير اللفظي والجلوس مع المسؤول داخل مكتب واحد والتحاور والبحث عن الحلول المثلى ومعالجة مشاكل المواطنين .حيث تم تسجيل في ظرف قياسي وفي أقل من ثلاثة أيام 4 احتجاجات كاملة وهذا دلالة على غياب لغة الحوار المباشر أو كأن المواطن أضحى يدرك بأن المسؤول لا يمكن أن يستقبله ولا حتى أن يفتح له الباب للدخول مكتبه أو أن يسمعه أن خاطبه خارج المكتب،لذا لجأ الى لغة الاحتجاجات والاعتصامات وغلق الطرقات. حادث مرور يخرج سكان الدحامنية بوادي الفضة إلى الشارع أول احتجاج بعد العيد مباشرة،أستنجد به سكان الدحامنية ببلدية وادي الفضة وذلك عقب الحادث المروري الذي خلف وفاة طفلة،حيث أستعمل السكان لغة الاحتجاج بدلا من شكوى أو تقرير يطالبون فيه بمطلبهم والمتمثل في وضع ممهلات تفاديا للحوادث المرورية،إلا أن السكان رأوا غير ذلك وقاموا بقطع الطريق الوطني رقم 4 في شطره المار بالمنطقة بواسطة المتاريس و الحجارة و العجلات المطاطية الأمر الذي تسبب في شل الحركة المرورية و أضطر السائقين إلى استعمال طريق اجتنابي بعد رفض المحتجين فتح الطريق رغم تدخل رئيس دائرة وادي الفضة و المنتخبين المحليين و مصالح الدرك الوطني لمحاولة إقناعهم بحل المشاكل عن طريق الحوار إلا أن السكان ظلوا متمسكين بضرورة حضور الوالي والوقوف على معاناتهم كما طالبوا بوضع في أقرب وقت ممكن ممهلات و إشارات مرور و كذلك توفير الإنارة الخارجية علما وأن هذه المنطقة تشهد الكثير من حوادث المرورالتي راح ضحيتها العديد من الأبرياء،آخرهم 3 أشخاص من بينهم طفل و شيخ دهستهم سيارات خلال شهر رمضان و أصيبوا بجروح خطيرة. سكان حي ليجيكو يشلون حركة المرور احتجاجا على تدهور وضعية حيهم الاحتجاج الثاني بدل من لغة الحوار،حدث بحي ليجيكو الواقع بمنطقة الشرفة بالجهة الغربية لمدينة الشلف،حيث استعمل السكان أيضا لغة الاحتجاج وقطع الطريق بدل من لغة الحوار،حيث خرج سكان هذا الحي في وقفة احتجاجية و قاموا بقطع الطريق الوطني رقم 4 المار وسط الحي بواسطة الحجارة و المتاريس،تعبيرا عن استيائهم الشديد من وضعية حيهم التي وصفت بالكارثية حيث هذا الحي العريق و الذي يعود تاريخ نشأته الى سنة 1974،يعاني سكانه جملة من النقائص في مقدمتها انعدام قنوات صرف المياه،ضعف الإنارة الخارجية واهتراء طرقاته التي أصبحت على حد تعبيرهم لا تصلح لسير الجرارات.و لعل القطرة التي أفاضت الكأس و دفعت السكان بالخروج إلى الشارع،تماطل المقاولة المكلفة بأشغال التهيئة الحضرية حيث الأشغال انطلقت منذ مدة طويلة و لم تكتمل بعد و حولت الحي إلى ورشة مما زاد من حدة معاناة المواطنين.وبعد قطع الطريق،استجاب رئيس البلدية إلى الاستماع إلى مشاكلهم و مطالبهم المطروحة ووعد السكان بالتكفل بها في أسرع وقت ممكن،وكأنه قال من يحتج ويقطع الطريق نستمع إلى انشغاله و نلبي مطالبه. سكان سيدي عبد الرحمان يغلقون الطريق الوطني رقم 11 احتجاجا على قرار تحويل محطة توقف لغة الحوار قطع الطريق الثالثة،حدثت ببلدية سيدي عبد الرحمان الساحلية،الواقعة غرب مدينة تنس نحو 20 كلم وتبعد عن عاصمة الولاية الشلف نحو 70 كلم،حيث انتفض العشرات من المواطنين بهذه البلدية احتجاجا وقطع الطريق الوطني رقم 11،على قرار تحويل محطة توقف مركبات النقل العاملة على مستوى الخط الرابط بين تنس مركز و سيدي عبد الرحمان من المحطة القديمة بالمدخل الجنوبي لمدينة تنس إلى المحطة الجديدة بحي الشعارير الذي يبعد نحو 4 كلم عن المحطة السابقة بالمدخل الشرقي لمدينة تنس حيث قام هؤلاء المحتجون بقطع الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين تنس و البلديات الشمالية الغربية لولاية الشلف والمؤدي إلى ولاية مستغانم باستعمال الحجارة والمتاريس معبرين عن رفضهم لهذا القرار الذي وصف بالعشوائي و غير مدروس كون تحويل مركبات النقل إلى منطقة الشعارير يكبدهم معاناة و مصاريف إضافية بحيث يتحتم على القادمين من بلدية سيدي عبد الرحمان التوقف بمحطة الشعارير ثم التنقل مجددا إلى محطة تنس على متن مركبة أخرى. سكان منطقة عين الناس بعين أمران يتحاورون بلغة قطع الطريق كما عبر سكان بقعة عين الناس ببلدية عين مران بجهة الغربية للولاية بلغة الاحتجاج وذلك تعبير عن استيائهم الشديد من الجهات المعنية في مقدمتهم السلطات المحلية البلدية و التي حسبهم تتماطل في الاستجابة لمطالبهم المتمثلة أساسا في وضع ممهلات على مستوى الطريق الولائي رقم 102 في شطره العابر وسط البقعة و ذلك لتجنب وقوع المزيد من ضحايا حوادث المرور،آخرها وقع مساء أول أمس و راح ضحيته طفل لا يتعدى عمره عامين و هذا ما أثار حفيظة هؤلاء السكان و فجر غضبهم محملين السلطات المحلية الصامتة جزءا من المسؤولية في الأرواح المزهوقة بلا ذنب.وليبقى السؤال مطروحا،هل لو أستعمل السكان لغة الحوار لا يسمع خطابهم ؟ تسجيل أكثر من 300 احتجاج واعتصام خلال السنة الفارطة وبلغة الأرقام،تبقى لغة الاحتجاج وقطع الطريق أو الاعتصام أمام المقرات هي الوسيلة أكثر استماعا وحل للمشاكل والانشغال أكثرمن غيرها،سواء وسيلة القلم والورقة أو وسيلة الحوار المباشر والخطاب البناء بين المسؤول والمواطن،أين تم تسجيل السنة الماضية 2012 بالولاية أكثر من 300 احتجاج واعتصام من طرف المواطنين كلها تتعلق بالنقل المدرسي،الإطعام أو التدفئة،إلا القليل منها التي تتعلق باحتجاجات داخلية أو إشكال في إدارة المؤسسة،أما باقي الاحتجاجات والاعتصامات سجلت من طرف المواطنين مطالبين بحقهم في التنمية وتوفير متطلبات الحياة وفك العزلة،حيث جاوزت الاحتجاجات من هذا النوع 250 احتجاجا،وتضاف احتجاجات أخرى ومن نوع آخر ويتعلق بالموظفين كالأساتذة أو عمال مختلف المؤسسات وأبرزها احتجاج أعوان الحرس البلدي وأعوان الأمن المكلفين بالحراسة بمؤسسة مصنع وادي سلي.كما ميز الولاية من الجانب التنظيم والتسير على مستوى البلديات العديد من الانسددات منه انسداد الذي وقع في العهدة السابقة ببلدية بني بوعتاب،أولاد عباس،وادي الفضة وبلدية بني راشد. أما الفضائح المسجلة فقد عرف دخول السجن أو المتابعة القضائية لبعض رؤساء البلديات على غرار دخول السجن رئيس بلدية بني راشد بمتابعة القضائية المختلفة وأيضا متابعة رئيس بلدية أولاد عياس ووادي الفضة،كما سجلت فضائح أخرى من نوع الثقيل بعد أن تم إكتشاف عصابة مختصة في تزوير وثائق السيارات على مستوى دائرة وادي الفضة،ضف إلى ذلك فضائح أخرى في التزوير البطاقات الرمادية وتفكيك شبكة وطنية ببلدية حرشون مختصة في سرقة السيارات وإعادة بيعها بوثائق مزورة،ناهيك عن وضع حدا لملهى ليلي غير مرخص ووضع حد لهذا الملهى بعد أن تم تفكيك الشبكة التي كانت تديره. الدخول المدرسي وفصل الشتاء أغزر فترات زمنية احتجاجا حيث يبقى زمن الدخول الاجتماعي وفصل الشتاء ببرده القارس أكثر فترات احتجاجا من طرف المواطنين ، الذين ذاقوا ذرعا مرارة الإقصاء والتهميش من طرف السلطات المحلية وخاصة المنتخبين الذين لا يستمعون إلى انشغلات المواطنين ولايفكرون حتى في تخصيص أيام الاستقبال لهم وحتى إن كان ذلك فهو مجرد شعار أو جدول كتب في لوحة الإشهار أو على مكتب رئيس البلدية للتمويه فقط،وتبقى فترة اقتراب مواعيد الانتخابات أو الحملة الانتخابية هي الفترات التي يتسنى للمواطن أن يتحدث مع المسؤول ويسمعه أو يتسنى لهما تبادل الحوار وبعدها ومباشرة بعد الانتهاء من الموعد الانتخابي كل شيء ينتهي يبقى المواطن في وضعه وفي حده والمسؤول يبقى مسؤولاويعود المواطن بخفي حنين, فمثل هذه التصرفات من شأنها أن تخلف تذمرا لدى المواطنين وخاصة السكان المحرومين من التنمية أويعانون من بعض النقائص المباشرة التي تسجل بالخصوص كغياب النقل المدرسي أو الإطعام والتدفئة بالنسبة لتلاميذ المؤسسات التعليمية،حيث تضاعفت الاحتجاجات من هذا النوع خاصة في فترة الشتاء أو زمن الامتحانات،أين يجد التلاميذ أنفسهم محرمين من الإمتحانات بسبب إلتحاقهم المتأخر بحجرات الدرس،أو أن تلسعه لسعات البرد والجوع وهو الأمر الذي يدفع بهذه الشريحة إلى الاحتجاج والمطالبة بحقها الذي أكدت عنه الوزارة مرارا وتكرارا.