لليوم الثاني على التوالي تشهد منطقة تنس شمال ولاية الشلف، غضبا واحتجاجات شعبية بسبب الندرة التي تعرفها المنطقة لغاز البوتان. فبعد غلق الطريق الوطني رقم 11 مساء الجمعة من طرف سكان حي الشعارير بالمدخل الغربي لمدينة تنس قام سكان حي وادي القصب الذي يبعد على المدينة بحوالي 05 كيلومترات، بغلق هذا الطريق مرة أخرى، مطالبين بتوفير غاز البوتان فورا، ومعبّرين عن استيائهم البالغ من طريقة توزيع الغاز. ويبدو أن رحلة البحث على قارورة الغاز في ولاية الشلف تبقى متواصلة، فبعد تحسن الظروف الجوية انتهى وقت الأعذار وأصبح كل شيء مباحا للبحث عن قارورة الغاز، خاصة أن هذه الأزمة تدخل أسبوعها الثالث، وبعد أن استعمل المواطنون الحطب في الأسبوعين الماضيين حتى نفد صبرهم، أصبح غلق الطرقات الحل الوحيد والأنجع بالنسبة للمواطنين لإيصال صوتهم، بداية بحي الشعارير الواقع بالمدخل الغربي لمدينة تنس؛ حيث قام سكانه بغلق الطريق الوطني رقم 11 مساء الجمعة حتى ساعات متأخرة من الليل. ولم يتم فتح الطريق وتهدئة الأوضاع إلا بعد تزويد ساكنيه بقارورات الغاز أمام استياء واسع وغضب شديد من أحياء ومداشر أخرى بذات المنطقة، حيث لاتزال تعاني منذ أكثر من أسبوعين دون أن يُسمع أنينها، ولم يمر يوم واحد حتى انتفض سكان حيٍّ آخر محاكاة للحي السابق، بعدما تأكدوا أن أقصر طريق للحصول على الغاز هو غلق الطريق، وهو حي وادي القصب، الذي يبعد بحوالي 05 كيلومترات على مدينة تنس؛ إذ قام السكان بقطع الطريق مساء السبت مستعملين الحجارة والعجلات المطاطية التي ألهبوا فيها النيران، والخشب، مما عطّل حركة المرور من وإلى المدينة، معبّرين عن تذمرهم من الندرة التي تعرفها هذه المادة الحيوية، ومتسائلين عن أسباب ندرتها في منطقة على حساب أخرى. ويبدو أن هذه الطريقة آتت أكلها للمرة الثانية؛ فلم تمر ساعات قليلة حتى كانت شاحنات غاز البوتان حاضرة في الحي، وتم تزويد السكان بقارورات الغاز وإنهاء مظاهر الاحتجاج، كما تم فتح الطريق أمام السيارات. وإذا كانت هذه هي الحال بأحياء تنس فإن مناطق أخرى من ولاية الشلف لاسيما النائية منها، لاتزال تنتظر انفراج الأزمة والحصول على قارورة الغاز بفارغ الصبر. يُذكر أن المناطق الشمالية لولاية الشلف شهدت منذ مطلع العام العديد من الاحتجاجات التي لم تعرفها المنطقة من قبل، خاصة بعد تغيير محطة نقل المسافرين القادمين من غرب تنس إلى حي الشعارير؛ حيث خلق هذا التغيير استياء واسعا وغضبا شعبيا شديدا، وتم على إثره غلق الطريق الوطني الساحلي رقم 11 نهاية شهر جانفي على ثلاثة محاور؛ بكل من حي الشعارير وعلى مستوى بلدية سيدي عبد الرحمان ومنطقة الدراملة.